الانتخابات النيابية في لبنان تجدد الصراع بين «تيار المستقبل والإخوان».. هجوم متبادل على السوشيال ميديا بسبب دعم سعد الحريري لـ«السيسي».. والجماعة تجهز «صفقة سرية» مع أتبا
اندلعت مبكرا، حرب الانتخايات النيابية في لبنان، ونشطت الاستطلاعات، وتمحورت حول علاقة «الجماعة الإسلامية»، وتيار المستقبل الذي ينتمي إيه رئيس الوزراء سعد الحريري، بعضها يراهن على توجيه ضربة جديدة للإخوان إذا ما انفض التحالف مع التيار، خصوصا في ظل الأنباء التي كشفت عن عقد صفقة سرية بين الجماعة وأتباع الشيخ الأسير، مما يمكن أن يؤدي تشكيلهما معًا، قوة لا يستهان بها.
سر الصراع بين تيار المستقبل والإخوان
قبل أشهر، اندلعت فجأة حرب بيانات بين تيار المستقبل والجماعة الإسلامية، ذراع الإخوان في لبنان، بسبب التعريض سياسيًا بأحد أعضائها ويدعى أحمد الصغير، الذي شمله مرسوم تعيين مجلس إدارة مستشفى سبلين الحكومي، قبل أن يتغير القرار في اللحظات الأخيرة ودون تشاور مع الجماعة، بقرار آخر نُشر في وسائل الإعلام، لتصدم الإخوان، بوجود مرشح آخر من جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية المقربة من قوى الثامن من آذار الذي يقوده حزب الله اللبناني.
القرار أعاد الصراع المشتعل بالأساس، على قيادة الطائفة السنية في الانتخابات النيابية، المقرر إجراؤها في مايو المقبل، وأدى التصعيد الإعلامي وحرب التسريبات على الشاشات، إلى زيادة حدة الاحتقان والتصلب في المواقف، خصوصا أن تيار المستقبل، عرف من مصادره، أن الجماعة تفكر في ترشيح أعضاءها على الدوائر التي جرى فيها تنسيقات سابقة، وتم إخلاؤها لتيار المستقبل، وخاصة دائرة الشوف، في محاولة لإبراز أنياب الإخوان، بقدراتها الحقيقية على المواجهة والفتك للتيار، وهو الأمر الذي انعكس بدوره على أنصار الفريقين الذين كالوا الشتائم بكل صنوفها لبعضهم البعض، عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
من التحالف للصراع
كانت الجماعة الإسلامية ترى دائمًا أن الأولوية في تحالفتها السياسية بعد الإسلاميين يجب أن تكون لتيار المستقبل، خصوصًا أنه الأكثر اعتدالًا في التيارات المدنية، وحرص الطرفان دائما على خوض المعارك الانتخابية، جنبًا إلى جنب بعدد من الدوائر في السنوات الماضية رغم الخلافات السياسية، والتنافس على نيل ثقة الطائفة السنية.
كما كانت الإخوان، ترى حتى وقت قريب، أن الحريري يمكن المراهنة عليه، ضمن تحالف انتخابي، يؤمن الأهداف المرسومة لكليهما في الاحتفاظ بدوره بتمثيل السنة في مؤسسات الدولة، لتأتي مباركة رئيس الوزراء اللبناني، نجاح السيسي في وقف مخطط جماعة الإخوان لتحويل مصر إلى دولة دينية، الأمر الذي يراه الحريري كان كفيلًا بتبرير مساعي إسرائيل في الحصول على الاعتراف الدولي بفكرة الدولة اليهودية، ليضرب التحالف بين الجماعة وتيار المستقبل في مقتل، وتصبح الانتخابات القادمة، مفترق طرق لإعادة تشكيل موازين القوى في لبنان، وفرض مزيد من القيود، على النفوذ السياسي للإخوان.
