السيسي في أديس أبابا غدًا.. يشارك في القمة الأفريقية.. يترأس جلسة السلم والأمن.. يحضر اجتماع القادة الأفارقة لإصلاح الاتحاد.. يبحث تعزيز التعاون ومكافحة التحديات مع نظرائه في القارة السمراء
يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدًا السبت، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في اجتماعات القمة العادية الـ 30 للاتحاد الأفريقي، والتي ستعقد على مدار يومي 28، و29 يناير الجاري.
وتأتي مشاركة الرئيس بالقمة الأفريقية في إطار حرص مصر على تدعيم وتطوير العلاقات مع جميع دول القارة السمراء والمشاركة بفعالية في جهود تعزيز آليات العمل المشترك لصالح الشعوب الأفريقية.
مكافحة الفساد
وستعقد القمة الأفريقية تحت شعار "الانتصار في معركة مكافحة الفساد.. نهج مستدام نحو تحول أفريقيا"، والذي يعد موضوع القمة الرئيسي، أخذًا في الاعتبار ما تحتله مكافحة الفساد من أهمية لدى الكثير من الدول الأفريقية التي تسعى للتصدي لهذه الآفة من أجل تحقيق تطلعات شعوبها في العيش الكريم.
ويتضمن نشاط الرئيس خلال القمة رئاسة اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي، وذلك في ضوء تولي مصر رئاسة المجلس لشهر يناير الجاري.
ومن المنتظر أن تناقش قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي تحت الرئاسة المصرية موضوع "المُقارَبة الشاملة لمُكافَحة التهديد العابر للحدود للإرهاب في أفريقيا"، وذلك بالنظر إلى ما يمثله الإرهاب من تهديد يتطلب تعزيز العمل الأفريقي المشترك لمواجهته بفاعلية.
الإصلاح المؤسسي
كما سيشارك الرئيس في الجلسة المغلقة التي يبحث خلالها القادة الأفارقة أهم الموضوعات التي ستناقشها القمة، ومن بينها الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي، وجهود إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية، وغيرها من البنود المدرجة على جدول أعمال الدورة الـ30 للقمة الأفريقية.
ويتضمن برنامج الرئيس كذلك عقد عدد من اللقاءات الثنائية مع القادة الأفارقة من أجل التباحث حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية مع دولهم، وكذا مناقشة آخر المستجدات على الساحة الأفريقية والإقليمية.
مكافحة الإرهاب
ومن المقرر أن تشهد لقاءات الرئيس السيسي بحث المواقف المشتركة من القضايا القارية والإقليمية والدولية والموضوعات الأساسية وعلى رأسها سبل مكافحة الاٍرهاب ومفاوضات سد النهضة الإثيوبي.
وتبحث اللقاءات تعزيز جسور التواصل والتفاهم المشترك حول التحديات التي تواجه المنطقة وسبل التصدي لها، فضلا عن استعراض رؤية مصر تجاه التطورات في المنطقة وسبل التعامل مع الأزمات القائمة وبحث تعزيز التعاون مع دول القارة الأفريقية بجانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وبحث التحديات التي تواجه المنطقة والقارة الأفريقية.
وتشهد اللقاءات بحث سبل التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، ومواجهة التهديدات المستمرة من تنامي الفكر المتطرف وانتشار التنظيمات المتشددة وتأكيد أن مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تعتمد فقط على المحاور الأمنية والعسكرية، ولكن تشمل أيضًا الأبعاد الفكرية والدينية.
وتتناول المباحثات تأكيد أهمية تطوير العلاقات المصرية الأفريقية على جميع الأصعدة، فضلا عن مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
تحقيق السلام
وتناقش المباحثات أهمية زيادة التنسيق والتشاور بين دول القارة حول الأوضاع والقضايا المتعلقة بالقارة الأفريقية في إطار العمل على إحلال السلام والاستقرار وتأكيد أن سياسة مصر الخارجية تقوم على عدم التدخل في شئون الدول الأخرى، وانفتاح مصر على الجميع وسعيها لإقامة علاقات متوازنة مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة، والانتقال إلى مرحلة تؤسس لآفاق أكثر تميزًا في مستوى العلاقة الإستراتيجية بين مصر ودول القارة.
وتتناول المباحثات كذلك التشاور حول آخر المستجدات فيما يخص الأوضاع المضطربة في بعض دول القارة، وسبل تعزيز السلم والأمن في هذه المناطق، فضلا عن التشاور حول سبل تطوير التعاون بين مختلف دول القارة.
الانفتاح على أفريقيا
وتشهد المباحثات تناول العلاقات المصرية الأفريقية والتطورات التي تشهدها في إطار سياسة الانفتاح المصري على أفريقيا، بالإضافة إلى القضايا الأفريقية وموقعها في أولويات السياسة الخارجية المصرية، لا سيما في ضوء عضوية مصر الحالية في مجلس الأمن الدولي وعضويتها في مجلس السلم والأمن الأفريقي.
وتستأثر موضوعات مكافحة الإرهاب والأوضاع الإقليمية وخاصة في كل من ليبيا والصومال بجزء مهم من محور القضايا الإقليمية، فضلا عن أن هناك شعورًا عامًا داخل القارة الأفريقية بأن التحديات الكبرى التي تواجهها أفريقيا في الفترة المقبلة تحتاج إلى حضور مصري فاعل وقوي وإلى دور مصري مؤثر.
التنمية الشاملة
ومن المقرر استعراض مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها الساحة المصرية خلال السنوات القليلة الماضية ولا سيما الجهود المبذولة لتحقيق التنمية الشاملة ومواصلة مسيرة الإصلاح الديمقراطي والجهود والإجراءات التي يتم اتخاذها لتنشيط السياحة وتوفير البيئة الملائمة والجاذبة للاستثمار.
القمة الأفريقية
وانطلقت أعمال الدورة الثلاثين العادية للاتحاد الأفريقي الإثنين الماضي في الفترة من 22 حتى 29 يناير الجاري بمقر الاتحاد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا تحت عنوان "الانتصار في مكافحة الفساد.. طريق مستدام للتحول في أفريقيا".
وتشارك القيادة السياسية المصرية بوفد رفيع المستوى في فعاليات الدورة، حيث شهدت العلاقات "المصرية - الأفريقية" في فترة حكم الرئيس السيسي نقطة تحول جذرية، وذلك ضمن جهود مصر لاستعادة دورها الريادي في القارة الأفريقية، حيث أصبحت القارة على رأس أولويات الأجندة السياسية المصرية.
كما نجح الرئيس في بناء جسور ثقة مع الدول الأفريقية قائم على الاحترام المتبادل واحترام سيادة الشعوب والحكومات وعلاقاتها مع دول العالم.
وتعمل الدول الأفريقية على مكافحة الفساد بالآليات اللازمة في أفريقيا لمنع ومكافحة الفساد وضبطه والمعاقبة والقضاء عليه وعلى الجرائم ذات الصلة.
اتفاقية مكافحة الفساد
وتتضمن الاتفاقية الأفريقية لمكافحة الفساد تعزيز وتسهيل التعاون بين الدول الأطراف؛ لضمان فعالية التدابير والإجراءات الخاصة بمنع الفساد والجرائم ذات الصلة في أفريقيا، وتنسيق ومواءمة السياسات والتشريعات بين الدول الأطراف لأغراض منع الفساد والقضاء عليه في القارة.
كما تسعى دول القارة السمراء لتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية بإزالة العقبات التي تحول دون التمتع بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وكذلك الحقوق المدنية والسياسية وتوفير الظروف المناسبة لتعزيز الشفافية والمساءلة في إدارة الشئون العامة.
وتشمل قمة الاتحاد الأفريقي هذا العام اجتماعات عديدة أهمها اجتماع مجلس السلم والأمن تحت الرئاسة المصرية الذي سيتم تخصيصه لمناقشة حالة السلم والأمن في القارة وعدد من المبادرات المطروحة في هذا الشأن.
كما ستتناول القمة تقرير الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي وتقريرا حول جهود الاتحاد الأفريقي لدعم السلم والاستقرار في ليبيا وتقرير منسق الطاقة المتجددة في أفريقيا، بالإضافة إلى تقرير الشراكة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لتعزيز القدرات في عمليات حفظ السلام.