رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلام المفترى عليه!


ويبقى السؤال.. كيف لدين تحيته السلام، ويقول للمؤمنين به إن قتل إنسان واحد بغير حق يساوي قتل كل الناس، وإنه يعدهم أن فعل الخير ولو بمقدار ذرة له أجره الكبير، وأن الابتسامة منهم لغيرهم وفيما بينهم صدقة، وأن رفع الأذى عن الطريق صدقة، وأن للجيران حقوقا تصل إلى حقوق الأقارب والأهل، وأنهم إذا اضطروا للقتال فيكون دفاعا عن النفس فقط..


وأمرهم ألا يبدأوا بالقتال وإن اضطروا فلا يتعرضون للشيوخ أو للأطفال أو للناس أو للراهب أو للحبر ولا لأي متعبد، وأنهم إن اضطروا للقتال فلا يقطعون شجرا ولا يقتلون حيوانا ولا يسقطون حجرا ولا يخربون بأي شكل.. نقول كيف لدين هو كذلك أن يوصف بالإرهاب والوحشية والدموية؟!

إن تكلمنا عن تعاليم الإسلام فلن ننتهي ونحتاج إلى مؤلفات ومؤلفات، وليس إلى مقال في صحيفة كي نتناولها كلها، لكن الأمر يثبت حجم المأساة وأبعاد الكارثة وشكل المؤامرة التي قلبت الأمور على أعقابها، وبدلت الأمر كله، ونفرت الناس من الإسلام العظيم وشككت بعض أبنائه فيه..

وهذا كله يبرز حجم الجهد المطلوب لإعادة الأمور إلى نصابها وتصحيح الصورة من جديد وإعادتها إلى طبيعتها.. وهذا يتطلب أولا أن تتنحي من المشهد الفئات التي ترى في الإسلام دين قتال، وأن يبعد عن المشهد عبدة التراث بغير وعي حتى لو تصادم ذلك التراث مع الآيات القرآنية قطعية الدلالة، وأن نبعد بأنفسنا أنصار إبراز صور السيف أو السيفين والذي تم على إبراز قيم الإسلام الحقيقية في العدل والسماحة والتسامح واحترام عقائد الآخرين ومد يد التعاون للجميع.

جهد كبير نحتاجه لإعادة تقديم الإسلام للعالم.. ليس لصياغته من جديد وإنما إعادته إلى سيرته الأولى.. الربانية النقية قبل عبث العابثين وقبل أن تصله أيادي المتآمرين من وضاع الحديث في القرن الأول وما تلاه وحتى الجماعة الإرهابية!
الجريدة الرسمية