رئيس التحرير
عصام كامل

شاب يدخل مستشفى حكومي ويخرج جثة هامدة في الإسكندرية (فيديو)

فيتو

ما زال الإهمال بالمستشفيات وقلة الخبرة والأخطاء الطبية، سببا رئيسا في حصد أرواح المواطنين، وآخر هذه الوقائع وفاة شاب بعد حقنه دون إجراء اختبار حساسية للمادة التي يحقن بها في محافظة الإسكندرية.


السيد موسى محمد موسى، شاب في العقد الرابع من العمر، بكامل عافيته وقوته، متزوج ولديه 3 أبناء، شعر برعشة في الجسد، فقرر أن يطمئن على نفسه ويذهب إلى المستشفى الحكومي القريب من منزله، وذهب هو وزوجته سيرًا على الأقدام إلى مستشفى القباري العام غرب الإسكندرية، وعندما وصل إلى المستشفى شكا إلى الطبيب ما يشعر به من رعشة بسيطة في الجسد، وهنا بدأت الواقعة.

التقت "فيتو" أسرة المتوفى استمعت إلى شقيقه، وقال محمد موسى، شقيق الشاب المتوفى، إن شقيقه كان يعاني "حساسية" تسبب له أحيانا انتفاخات في الوجه وأحيانا أخرى ضيقًا في التنفس، وكانت تأتي له كل فترة، وفي المرة الأخيرة قبل الواقعة عاد من عمله نحو الساعة العاشرة مساءً وتناول العشاء مع زوجته فشعر بألم الحساسية فقرر الذهاب إلى مستشفى القباري العام لمعرفة سبب تكرارها، ويقع المستشفى بالقرب من منزله بقرابة 500 متر، فقرر هو وزوجته الذهاب سيرًا على الأقدام.

وأضاف أنه أثناء وصوله إلى المستشفى شعر بتحسن حالته، فطلب من زوجته العودة للمنزل وقال لا داعي للكشف داخل المستشفى إلا أنها أصرت على الكشف بالمستشفى للاطمئنان على حالته الصحية، وعرض شقيقه على الطبيب الأعراض التي تظهر عليه بسبب الحساسية فقام الطبيب بإعطائه "حقنتين في العضل" وطلب الطبيب شراء حقنة أخرى من خارج المستشفى له وكانت هذه الحقنة يأخذها شقيقه منذ أن كان يعاني الحساسية منذ 3 سنوات.

وأشار إلى أن زوجة شقيقه بحثت عن الحقنة ولم تجدها متوفرة في الصيدليات بالمنطقة، فقال شقيقه للطبيب إنه سيبحث عنها في منطقة عمله بالمنشية أثناء عودته من عمله والرجوع  للمستشفى في اليوم التالي لأخذها، فقال الطبيب لا داعي لذلك وأنه سيُعطيه حقنة أخرى من العناية المركزة وهي البديل للحقنة المطلوبة.

وتابع أنه عقب ذلك أتت ممرضة ومعها حقنة معبأة وجاهزة وبدأت في إعطائه الحقنة في الوريد دون أن تجري له اختبار أولا، وهي حقنة تؤخذ على فترات ولا تؤخذ جرعة واحدة، وما إن بدأت الممرضة في إعطائه الحقنة إلا وَشعر بحرقان وبعد استكمال جرعة أخرى من الحقنة قال لزوجته إنه يشعر بألم شديد في قلبه، فطلبت زوجته من الممرضة وقف إعطائه الحقنة واستدعاء الطبيب للكشف عليه فردت الممرضة قائلة "إنتي هتعرفيني شغلي!"، واستكملت الممرضة حقنه وكان جالسا على سرير، وفور أن انتهت من إعطائه الحقنة فوجئوا بسقوطه من على السرير مغشيا عليه وخرج من فمه "رغاوي".

وقال، حضر على الفور طبيبان وكان قد توقف نبض القلب فحاولا إنعاشه وقاما بوضعه على سرير ونقله إلى غرفة أشبه بغرفة العناية المركزة وتحول المستشفى إلى حالة من الهرج وحشد جميع أطباء المستشفى داخل الغرفة، دون معرفة ماذا يحدث داخل الغرفة.

وأضاف أنه بعد قرابة نصف ساعة خرج نائب مدير المستشفى من الغرفة لطمأنتهم وقال إن القلب كان قد توقف نصف ساعة وعاد النبض من جديد وسيتم وضعه داخل العناية المركزة، ثم خرج الأطباء به على سرير متحرك وتم نقله إلى غرفة العناية المركزة ومنع الزيارة عنه.

وقال شقيق المتوفى، إن زوجة شقيقه جلست تبكي وتقول "منهم لله أعطوه حقنة موتوه" فخرجت إحدى الطبيبات من الغرفة قائلة لزوجته "جوزك قلبه وقف نصف ساعة وإحنا رجعناه تاني وبنعملوا اللي علينا.. شوفي انتي أكلتيه أو شربتيه إيه" فردت زوجته أنهما تناولا العشاء معا وحضر إلى المستشفى على قدميه، فردت الطبيبة "لما هو جاي على قدمه جايبينه المستشفى ليه؟" فردت الزوجة "هل لا بد أن يكون المريض ميتا ليأتي إلى المستشفى!"، مضيفا أنهم تمنوا في هذا الموقف أن يخرج شقيقه من المستشفى على قيد الحياة حتى وإن كان أصيب بأي داء بعد ما شاهدوه.

وأضاف أنهم كلما سأل على حالة شقيقه كان الرد "ادعوله"، وفي الساعة الرابعة فجرا حضر إليهم الطبيب نائب مدير المستشفى، وقال لهم إن حالة شقيقه قد استقرت والنبض عاد للقلب وقال إنه عندما يتماثل للشفاء لا بد من معالجته من الحساسية التي يعاني منها، مضيفا أنه في هذا التوقيت كان يعرف أن شقيقه قد توفي حيث أكد لهم عدد من العاملين بالمستشفى من المنطقة أن شقيقه متوفى لكن المستشفى يحاولون إخفاء ذلك.

وتابع "ولما جاء موعد الزيارة في الساعة 1 ظهرا، فوجئنا بشقيقي يحملونه على سرير متحرك، ووضعوه في ثلاجة الموتى، وأبلغونا أنه مات وهذا قضاء الله وقدره، وسلموني تقريرا طبىا "أنه حدث صدمة حساسية شديدة أدت لتوقف عضلة القلب "، لم أتمالك نفسي وسط غضب كبير، لكن أكرمت أخي المتوفى واستخرجت تصريح الدفن وأنهيت مراسم الدفن والعزاء، ولن أترك حقه والمتسبب في مقتله.

واختتم، خاطبت النائب العام ووزير الصحة والإدارة التابعة لها مستشفى القباري في القاهرة، وقال: "النهاردة رحنا النيابة عملنا بلاغا ووقع عليه رئيس النيابة وحررنا محضرا في قسم شرطة مينا البصل، رقم 500/2018".
الجريدة الرسمية