رئيس التحرير
عصام كامل

ادفع 8 آلاف جنيه لتحمي أسرتك من 8 أنواع سرطان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لم يعد السرطان شبحا مرعبا، فقد سيطر العلماء سيطرة تامة على 8 أنواع منه مؤخرا، بالاكتشاف المبكر وطرق علاجية جديدة تجعل منه مرضا عاديا كالإنفلونزا أو آلام الأسنان.


منذ 10 سنوات فحص العلماء إحصائية تؤكد وفاة أكثر من 7 ملايين إنسان في قارات العالم بسبب السرطان، فشمروا عن سواعدهم، واعتكفوا في معاملهم، وخرجت النتائج مذهلة، في معامل جامعة «جونز هوبكنز»، إذ تمكنوا من تطوير اختبار دم جديد يكتشف مبكرا 8 أنواع من السرطان، وكما يقول العلماء، فالاكتشاف المبكر للمرض يعد أهم خطوة للعلاج، ثم الشفاء التام.

«كانسر زيك» هو اسم اختبار الدم الجديد، ويفحص مكونات محددة في الدم، هذه المركبات هي النواة الأولى والعلامات المبكرة للسرطان، وتشمل هذه المركبات 16 جينا، وهي الجينات المسئولة عن السرطان، وثمانية بروتينات أخرى، ويمكن للاختبار اكتشاف خمسة أنواع أخرى من السرطان: المبيض والمعدة والمريء والكبد والبنكرياس، مع العلم أن هذه السرطانات كانت لا تظهر إلا في المراحل المتأخرة من المرض، عندما يصبح العلاج صعبا.

«جوشوا كوهين» الباحث الرئيسي في هذه الدراسة الطبية، يقول إن الاختبار يحقق الرؤية النهائية ويفحص الكوليسترول، كما يفحص مسببات للسرطان في الدم، وما يميز اختبار «كانسر زيك» عن الاختبارات السابقة هي تقديمه لنتائج أكثر دقة باستخدام مؤشرات (الجينات والبروتينات) لمجموعة كبيرة من أنواع السرطان.

ومع تردد مصطلح الذكاء الصناعي في صفحات الصحف والمجلات، فقد نال المصطلح شهرة واسعة في هذا الاختبار، وذلك بتحليل تركيب الجينات وأيضا العوامل الحيوية للبروتين الموجودة في عينة الدم، وتحديد نوع السرطان الذي يحتمل أن يكون لدى المريض، ويمكن أن تكون هذه الأداة ذات أهمية خاصة للأطباء الذين يجرون الاختبار لإرسال مرضاهم لاختبار إضافي للتحقق من النتيجة.

الاختبار الجديد تدور تكلفته حول 450 دولارا، أي نحو 8 آلاف جنيه، فهل آن لك حماية أسرتك بهذا المبلغ من الإصابة بـ8 أنواع من السرطان؟

ومؤخرا أجري الباحثون تجارب على الاختبار الجديد للتأكد من فاعليته، بمشاركة 1000 مريض سرطان للتأكد من عدم انتقال المرض إلى أجزاء أخرى من الجسم، واكتشفت الدراسة أن الاختبار يشخص الإصابة بالسرطان بنسبة تتراوح بين 69 و98%، وهي نتيجة أكثر دقة.

الدكتور مانجيش ثورات، نائب مدير وحدة بارتس للتجارب السريرية في مركز الوقاية من السرطان في جامعة كوين ماري في لندن، يقول إن حساسية الاختبار في المرحلة الأولى من السرطان منخفضة نحو 40 %، وهي نسبة غير مشجعة، لكن لا يزال التطوير مستمرا.

ويعود «جوشوا كوهين» الباحث الرئيسي في هذه الدراسة للحديث يقوله: إن الاختبار ما زال يحتاج إلى التحقق من صحته في دراسة واسعة النطاق بتقييم عشرات الآلاف من الأشخاص الأصحاء لتأكيد حساسية الاختبار، ومن المهم حقا التأكد من النتائج وإثبات أن هذا الاختبار سوف يعمل في العالم الحقيقي، كما أن الباحثين يريدون زيادة حساسية ودقة الاختبار عن طريق تضمين أنواع إضافية من العلامات البيولوجية للاختبار، وسوف تكون النتائج مشجعة لخفض الوفيات بالسرطان لأدنى درجة، تماما كالإصابة بالإنفلونزا.
الجريدة الرسمية