ماذا يحدث في أفريقيا؟!
الاتفاقات التي توصل إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع كل من السودان وإثيوبيا، تعد مكسبًا أكبر مما كان يحلم به أشدنا تفاؤلًا.. هذه النتائج تجعل المصريين يطمئنون إلى حد بعيد إلى مستقبل المياه في نهر النيل، وتعني أنها كتبت فصل النهاية في أزمة "سد النهضة".
لكن علينا اليقظة المستمرة، والانتباه الدائم إلى المؤامرات والأصابع المريبة التي يهمها أن تبقى على النيران مشتعلة؛ لذلك فهي تعمل على إذكاء جذوتها باستمرار، هناك "لعب" كثير ومتسارع وخطير.. آخره؛ تبرع دول شرق أفريقيا "إيجاد" بمبلغ رمزي "150 ألف دولار" لصالح مشروع "سد النهضة".. الأمر يبدو كأنه نكاية، أو إشارة لمصر..
اقرأ الخبر من أوله لآخره: "تبرعت الهيئة الحكومية للتنمية في دول شرق أفريقيا "إيجاد" لإثيوبيا بـ150 ألف دولار أمريكي في إطار إسهامات المجموعة لبناء سد النهضة، وقال الأمين العام للهيئة المهندس محبوب معلم: إن "الدعم الباقي سيقدم في وقت قريب"، معربا عن "مواصلة الدعم الشامل لإثيوبيا حتى اكتمال بناء السد، نظرا للدور الذي سيلعبه السد في التكامل الاقتصادي للمنطقة، "حسب قوله"، هذا التبرع جزء مما تعهدت به الهيئة سابقا لتقديم 250 ألف دولار لبناء السد"..
وذكرت وكالة الأنباء الإثيوبية "إينا" أن السفير الإثيوبي لدى جيبوتي "شاميبو فيتامو"، أعرب عن شكر بلاده للمنظمة على دعمها، وقال إن حكومة بلاده اعتمدت على مساهمات مواطنيها في الداخل والخارج، وأصدقائها من خلال شراء السندات والتَبرعات لبناء السد". الدبلوماسية المصرية في اختبار صعب.
الموقف الآن لم يعد يحتمل التسويف، وعلى الحكومة المصرية ومسئوليها أن يظلوا يقظين، وأن يشرحوا لنا لماذا أقدمت دول "إيجاد" على تلك الخطوة التي تمثل طعنة سياسية غادرة لمصر؟!
ومطلوب أن نفهم التغيير الإيجابي الذي حدث خلال وجود الرئيس في مؤتمر الاتحاد الأفريقي.. فمؤخرًا اعتبر السفير الإثيوبي لدى السودان "مولوجيتا زودي"، في تصريحات لموقع "سودان فيشن"، أن اتهام بعض الأطراف، "يقصد مصر"، بتحويل سد النهضة من قضية فنية إلى سياسية، سيتلاشى مع الانتهاء من بناء السد.. ودعا إلى ضرورة عدم إشراك القضايا السياسية في برنامج السد، والتركيز على الجانب التقني الذي وضعه خبراء البلدان المعنية، مضيفًا أن إثيوبيا لن تتراجع عن البناء طالما أن اللجان الفنية المشتركة تتعامل معها فنيًّا وليس سياسيًّا.