تشرشل رجل الاستثناءات.. حصل على لقب سير وجائزة نوبل لنبوغه الأدبي
كثيرة هي الاستثناءات التي حصل عليها تشرشل في حياته، فقد عاش سياسيًا ومحاربًا، وحصل على جائزة نوبل في الأدب، خاض الحروب بقسوة وشراسة منقطعة النظير واحترم حقوق الإنسان لأبعد مدى لدرجة أنه غير مكان مطار حربي، لأن أحد المواطنين رفع دعوى يقول فيها إن صوت الطائرات تزعجه ليلًا، فلم تكن مصلحة الحرب هي العليا، بل كان الإنسان هو الأهم، لذلك خلد التاريخ اسمه، كقائد حقيقي ومثقف أريب، ومفكر بدرجة محارب.
حلت أمس ذكرى وفاة ونستون تشرشل، رئيس وزراء إنجلترا في فترة الحرب العالمية الثانية، الذي غادر الحياة في اليوم نفسه من العام 1965، كان تشرشل طفلا متعثرًا في الدراسة، فأصبح صاحب جائزة نوبل في الأدب عام 1953، فقليلون هم من جمعوا بين السياسة والأدب، ولكنه دومًا كان من أصحاب الاستثناءات، فهو الرجل الوحيد التي حضرت ملكة إنجلترا جنازته على خلاف التقاليد الملكية المتبعة في البلاط الملكي، إذ تنص التقاليد أن الملكة لا تحضر أية جنازات لشخصيات غير ملكية، ورغم كونه غير ملكي، إلا أن تقاليد الملوط حُرِفت من أجله.
ولو كانت وسائل التواصل الاجتماعي موجودة وقت موته لكان الحدث الأكثر شهرة على الإطلاق، إذ بدونها تعد جنازته الجنازة الأشهر في العالم إلى الآن، حيث كانت الصين هي الدولة الوحيدة التي لم تبعث مبعوثًا يشارك في جنازته، وكانت أيرلندا هي البلد الوحيدة التي لم تبث جنازته مباشرةً في وسائل إعلامها، فقد شاهد الجنازة ما يزيد عن 350 مليون شخص حول العالم، فقد تجمع أكبر عدد من الدبلوماسيين في العالم ليودعوه في مثل هذا اليوم.
"لديك أعداء؟ عظيم... هذا يعني أنك في أحد الأيام وقفت مدافعا عن شيء ما" هذه الكلمات وغيرها الكثير كانت من ضمن خطابات تشرشل التي تثير الحماسة في النفوس، وكيف لا والرجل في الأصل مفكرًا وأديب، فقد حصل على جائزة نوبل للأدب لإتقانه الوصف التاريخي، بالإضافة إلى أسلوب خطابته في الدفاع عن القيم الإنسانية وحقوق الإنسان. ومن مؤلفاته التي فاز عنها بجائزة نوبل للأدب ستة مجلدات تؤرخ الحرب العالمية الثانية وتاريخ الشعوب الناطقة بالإنجليزية ويأتي في أربعة مجلدات.
وجاء فيلم "the darkest hours" – الساعات الأشد ظلمة- عام 2017، ليجسد الممثل جار أولدمان دور تشرشل، ليترشح لجوائز الأوسكار على هذا الدور الذي أداه ببراعة، فيبدو أن الجوائز والأوسمة تلاحق تشرشل حيًا وميتًا، وليس هذا فحسب، بل من يقوم بدوره أيضا، فقد حصل تشرشل بجانب جائزة نوبل ولقب سير على المواطنة الشرفية للولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل على ثماني درجات دكتوراه فخرية من جامعات عالمية هي:
الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة روتشستر عام 1941، الدكتوراه الفخرية في القانون من جامعة هارافارد عام 1943، الدكتوراه الفخرية في القانون عام 1944 من جامعة مكجدل بكندا، ومنحته أيضا جامعة ويستمنستر عام 1946، ودكتوراة أخرى من هولندا بجامعة ليدن عام 1946.. وعام 1947 حصل على دكتوراه من جامعة ميامي بفلوريدا، بينما منحته الدنمارك الدكتوراه الفخرية من جامعة كوبنهاجن عام 1950.