عنان يفقد العنان
لقد فقد الفريق عنان من يده العنان، ولم يستطع أن يقود حصانه الجامح في طريق الوطن، ومتطلبات حماية أمنه وحفظ استقراره، ليستمر الشعب المصري يبني ويعمر ويحمي أرضه، ضمن مسار رسمه له الرئيس عبد الفتاح السيسي على هدف تسعى إليه الدولة المصرية في ملحمة رائعة يترجمها المثلث المقدس "الشعب والجيش والشرطة" في وحدة واحدة، وهدف ورؤية مشتركة تعيد مسار التاريخ إلى استعادته، لترتبط بجذوره الممتدة آلاف السنين في التاريخ المصري..
فكيف يستقيم خطاب الفريق عنان والحلم المصري الذي بدأت تباشير حصاده تراها العين، وتلمسها الأيدي، وتتفاعل معها العقول، حينما نرى الحصان الجامح يريد أن يأخذ الشعب المصري إلى نفق مظلم، بعد ما زالت عنه الغشاوة في 30 يونيو، يرمي عن كاهله كابوسا أطبق على أنفاسه يريد أن يعيده إلى عصور الظلام، كيف يعود الفريق عنان وعصابة أسس بنيانها عدو مستعمر لا ضمير له، يحمل أهدافه الشريرة في توظيف الوطن المصري وعلى حسابه تحقيق التوسع لصالح دولة إسرائيل، ليقتطع من أرض مصر مساحة لتوطين الشعب الفلسطيني، محققا حلم إسرائيل من النيل إلى الفرات.
وإنني أتساءل هل عميت الأبصار عما حققته الملحمة المصرية في حكاية وطن؟!.. هل تراجع الفريق عنان عن قسمه أثناء تخرجه في الكلية العسكرية بالدفاع عن الوطن أرضا وبحرا وجوا، وحماية أمنه ورعاىة استقراره بروحه فداء؟! كيف قبل وهو ابن المؤسسة العسكرية أن يكون جسرا لعصابة الإخوان لتعود مرة أخرى لتحطيم كل الإنجازات التي قامت على أكتاف الشعب المصري وتضحياته الجسام؟! كيف سولت له نفسه بأن يضع يده مع عصابات القتل والإرهاب والتدمير في خدمة أعداء الشعب والوطن (إسرائيل وحلفائها)؟! وبذلك يكون قد نقض قسم الشرف، والله أمر بالوفاء بعهد الله بقوله سبحانه (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (91 : النحل).
لقــد أشـرق النــور على الشعب المصري في 30 يونيو بعد ظلمة كادت تعيده إلى الماضي البغيض، واستيقظ من سباته، ولن يرضى بديلا غير النور لينطلق نحو المستقبل يحقق حلمه، (حياة كريمة لكل مواطن، وسكن لائق لكل أسرة ورزق دائم لكل إنسان، وأمان واستقرار لوطنه)، فلا فزع ولا خوف ولا تحريض، ولن تعود تلك الوجوه الكالحة والكئيبة مرة أخرى.
ولن يقبل الشعب المصري بديلا عن الحياة الحرة الكريمة، فكيف رضي الفريق عنان بعد فقده العنان لحصانه أن يعيش في حظيرة الخرفان، وينقض الإيمان بعد توكيدها في ساحة الشرف عند تخرجه في الكلية الحربية، سؤال أطرحه كي يستعيد وعيه ولا يقوده الشيطان عزة بالنفس وإشباع رغبة الزعامة، فالامتحان صعب وقدراته لا تتحمل، ومتطلبات وإمكانيات متواضعة لا تستطيع أن تتفاعل مع حلم الشعب المصري، وما يتطلبه ذلك الحلم من أمانة وتضحية وقدرة على التفاني بكل تجرد وإخلاص في خدمة الوطن.