سيمفونية (أبو العروسة) والتوهج بعد الـ50
منذ فترة طويلة وأنا عازف عن متابعة التليفزيون سواء كانت برامج توك شو سياسي أو رياضي وأيضا الأفلام والمسلسلات لأنها غالبا شبه بعضها، ولا يوجد أي نوع من الإثارة، حتى كانت الصدفة منذ نحو أسبوعين حين تابعت بالصدفة لقطة من مسلسل (أبو العروسة) فوجدت مسلسلا اجتماعيا راقيا إلى درجة كبيرة جدا وأعادني إلى زمن الفن الجميل بعيدا عن الابتذال والتطويل لمجرد زيادة عدد الحلقات.
شدني للمسلسل حالة التوهج التي ظهر عليها الفنانون بداية من سيد رجب هذا الممثل العبقري والبسيط، وحرفية سوسن بدر المتألقة دائما وأحمد صيام، ومدحت صالح.
حالة التوهج التي ظهر عليها الفنانون تؤكد أن الإبداع لا يتوقف عن عمر أو زمن معين، بدليل "سيد رجب" الذي اعتبره فنانا عظيما، وقد تابعت له بعض حلقات مسلسل "رمضان كريم" في رمضان الماضي وسلاحه البساطة والطبيعية والبعد عن الافتعال وتلقائية شديدة تجعلك تشعر أن سيد رجب هو أحد أفراد عائلتك.
أما "سوسن بدر" فإن إبداعها ليس جديدا عليها، فهي فنانة عبقرية وتجيد إتقان الدور الذي يسند إليها، وظهرت وأجادت دور الموظفة البسيطة، و"أحمد صيام" أيضا أجاد دور الزوج السهل الذي لا يريد مشكلات ويفعل كل شيء، أما الفنان "مدحت صالح" هو الآخر تألق مع "نيرمين الفقي" في دور الأسرة المفككة وإبراز الزواج غير المتكافئ، أما "رانيا فريد شوقي" فقد ظهرت بصورة أكثر من رائعة.
الحقيقة أن الشباب في المسلسل تألق بشكل لافت للنظر ونافس الكبار في الأداء والتمثيل والحرفية، من أصغر واحد وهو الطفل "مرزوق" حتى الكبار سواء "أكرم" أو "مهند" أو "على" أو "شريف"، أما "ملاك" فقد أتقن دور الوحدة الوطنية بدون افتعال أو أزمات، أما "زينة" فقد كانت سندريلا الحلقات، وخطيبها "طارق" يمثل تيارا من الشباب المعتد بنفسه، والذي لا يعتمد على ثروة أبيه ويدافع عن قراره مهما كانت المؤثرات.
نعم إنه مسلسل أعادنا للزمن الجميل، وأجبرني على متابعته على "النت" لأني أختنق من إعلانات التليفزيون، التي تقطع متعة المشاهدة.. تحية لأسرة المسلسل بداية من المؤلف مرورا بالمخرج وفريق الإعداد والتصوير وكل أسرة المسلسل لهذا الفن الجميل الذي يجب أن تكون عليه المسلسلات التي تقدم برنامجا هادفا.