تفاصيل أول كتاب لمسئول سعودي يكشف أسرار تنظيم الإخوان في المملكة
يعرف القاصي والداني من خبراء الحركات الإسلامية كل شيء عن تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية في مصر، هناك من خرجوا من عباءة التنظيم وكشفوا أدق التفاصيل، بالإضافة إلى عشرات البحوث والكتب، التي لم تترك شاردة أو ورادة، إلا وتحدثت عنها، ولكن يظل التنظيم في السعودية هو الأكثر غموضًا؛ بيئة المملكة الفكرية والسياسية ليس كالحال في مصر، خصوصا أن التنظيم حتى أوقات قريبة كانت ملء السمع والبصر، وهو ما يجعل محاولات التنقيب عن أسراره، أمر في منتهى الصعوبة.
أسرار الإخوان في السعودية
منذ سنوات والإخوان تحاول التعتيم على انشطة التنظيم بالسعودية، وخصوصا بعد وضعها على لائحة الإرهاب، بعد عزل مرسي وتهافت الجماعة الأم في مصر، وهو ما تنبه له الدكتور توفيق السديري نائب وزير الشئون الإسلامية السعودية، وأصدر كتابا أسماه «الصرخة» يكشف فيه كمسئول سعودي لايزال على رأس عمله، عن تجربة الإخوان في المملكة.
يقول السديري، أن «الصرخة» ما كان ليبديها لولا الحاجة إليها، مؤكدا أن معلومات هذا الكتاب كانت حبيسة الأدراج لديه سنين عديدة، إلا أن ظروف المرحلة وما يقتضيه الواجب، ألزمته بهذه المراجعة الفكرية المختصرة، بحسب وصفه.
ويؤرخ نائب وزير الشئون الإسلامية السعودية، لأول عمل تنظيمي للإخوان نشأ في السعودية، مؤكدا أنه كان في المدينة المنورة، حيث عين حسن البنا أحد الشباب السعوديين، مراسلًا للجماعة في المدينة وجدة ومكة المكرمة خلال عام 1937م.
ويضيف: منذ نشأة التنظيم وحتى يومنا هذا استطاع اختراق مجالات مهمة في الدولة، على رأسها قطاع التعليم العام والجامعي، والديني، والإداري، بل وحتى القطاع العسكري وإن بشكل جزئي، وكذلك القطاع الخاص والتجاري، باعتبار منطقة الخليج أهم مصدر تمويلي للجماعة.
يحدد السديري ملامح خارطة وجود تنظيم الجماعة في المملكة، والتي بلغت أوج نشاطها ما بين «1967-1991م»، بخمسة مواقع وهي، تنظيم إخوان الحجاز، وإخوان الزبير، والذي وفقًا للمؤلف يرتبط هرميًا بإخوان الكويت، إلى جانب إخوان الشرقية، وإخوان الرياض، حيث بدأ نشاط هذا الفرع للتنظيم في مقر يسمى دار العلم في حي دخنة، بمدينة الرياض.
ويؤكد نائب وزير الشئون الإسلامية، أن المنتمين للجماعة كعادتهم يفرضون صوتهم، ويتصدرون أي مجلس لتوجيه الحديث وفق ما يريدون، ولا يسمحون لأحد بمعارضتهم أو حتى نقاشهم، مشيرا إلى أنهم يستقوون ويتكاثرون، ويروجون للغيبيات بشكل استغلالي، لدرجة أنهم كانوا وصلوا بالمجتمع السعودي للحديث بشكل دائم في بتفاصيل دقيقة عن المهدي المنتظر، وشكله وأوصافه البدنية، من أجل الترويج لأفكارهم الدينية المتطرفة، حسب وصفه.