حكايات من داخل «سجن النسا».. «سجود» طفلة من رحم سجينة القناطر.. لقاءات الأزواج وأزواجهن على طريقة «حب في الزنزانة».. السجينات يحضرن تعاليم للأزهر وقداسات للكنيسة..ويتبرعن
قامت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب بالمرور الميدانى على سجنى القناطر (الرجال-النساء) في إطار المتابعة المستمرة لأماكن إقامة النزلاء والرعاية المقدمة.
وأوفد اللواء حسام نصر، مساعد وزير الداخلية لقطاع حقوق الإنسان، وفدًا من قيادات وضباط وضابطات القطاع لمرافقة اللجنة بصحبة اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لمصلحة السجون وقيادات سجني القناطر، للوقوف على حسن معاملة النزلاء والتأكد من تطبيق معايير حقوق الإنسان.
وتفقدت اللجنة عددًا من مرافق ومنشآت السجن (عنابر النزلاء- ساحات التريض- مبنى الزيارة- العيادة الطبية- الكافتيريا- المغسلة- المخبز-المطبخ)، وخلال الزيارة التقى أعضاء اللجنة مجموعة من السجناء والسجينات واطمأنت لما استمعت إليهم حول قيام إدارة السجنين بواجبها كاملا تجاههم وتقديم أوجه الرعاية المختلفة لهم (الصحية- المعيشية- الاجتماعية- التعليمية- الثقافية- الرياضية- برامج التأهيل المهنى المختلفة)، حيث أشادوا باهتمام إدارة السجنين بهم وتقديم كل أوجه الرعاية لهم.
من جانبهم قالت السجينات لـ"فيتو"، إن إدارة السجن توفر لهن المواد الخام لمساعدتهن في صناعة الأثاث والمفروشات وبعض الأعمال اليدوية البسيطة، حيث يحصلن على جزء من الربح بعد عرض هذه الأعمال والمنتجات في معارض السجون المنتشرة على مستوى الجمهورية.
وأشارت السجينات، إلى أنه في تقليد جديد لمصلحة السجون، سمحت للأزواج المسجونين في سجون أخرى بالحضور لزيارة زوجاتهم المحبوسات في القناطر، فضلا عن استقبال الأمهات لأولادهن المحبوسين في سجون أخرى، وذلك خلال المناسبات الدينية والوطنية.
أوضحت السجينات، أنه يوجد دار حضانة بالسجن لاستقبال أطفالهن، وهناك رعاية صحية للسجينات من خلال القوافل المستمرة، فضلًا عن وجود مستشفى كبير مجهز بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة، للكشف عن السجينات ورعايتهن صحيا.
وأكدت السجينات، أنه يسمح لعلماء الأزهر والأوقاف بالحضور للسجن، لشرح الدروس الدينية والقواعد الفقهية التي تهم المرأة، والإجابة عن كافة الاستفسارات، فضلًا عن السماح لرجال الدين المسيحى بإقامة قداس للسجينات الأقباط بالسجن.
وكما شهد السجن أثناء مرور اللجنة، حالة ولادة لسجينة تدعى "مبروكة محروس"، حيث وضعت طفلة بمستشفى السجن وقامت بتسميتها "سجود"، موضحة بأنها "دخلت السجن في قضية سرقة برفقة زوجها، واكتشفت لدى دخولي السجن أنها كنت حامل".
وقالت سجينات القناطر، إنهن تبرعن بقيمة المبالغ المالية التي يحصلن عليها نتيجة عملهن في السجن في صناعة المفروشات لصالح صندوق تحيا مصر.
وذكرت السجينات، أن الدولة لم تبخل عليهن في شيء، ووفرت لنا كافة الإمكانيات ومنظومة علاج كبيرة في السجون، ومن ثم قررنا دعم بلادنا والتبرع لصندوق تحيا مصر.
على جانب آخر أكد اللواء مصطفى شحاتة مساعد أول وزير الداخلية لقطاع السجون، بأن الدولة المصرية من أوائل الدول التي تهتم بحقوق الإنسان وإصلاح شأنه، وتطبيق مواثيق الأمم المتحدة في هذا الشأن، مؤكدًا أن السجناء يتم تأهيلهم وإعادة اندماجهم في المجتمع مرة أخرى، والسماح باستكمال الدراسة، مشيرًا إلى أن في كل سجن مكتبة تحوى كميات كبيرة من الكتب للقراءة لتثقيف النزلاء، بخلاف محو الأمية لأكثر من 2000 نزيل.
كما يتم تنظيم ندوات دينية، وحفلات ترفيهية، وزيارات استثنائية مع ذويهم في المناسبات، السماح بخروجهم في المناسبات الاجتماعية والإفراج الشرطى والعفو الرئاسى من المتوافر بهم الشروط.
وأشار مساعد وزير الداخلية، بان الوزارة تنفيذا لتوجيهات اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، تعقد بصفة مستمرة ندوات ومؤتمرات لمناقشة التطوير والتحديث بشأن حقوق الإنسان بما يتوافق مع المواثيق الدولية والسعى إلى توفير فرص عمل للمفرج عنهم من السجون لإعادة الاندماج مع المجتمع وعدم العودة السلوكيات السيئة، والوزارة وفرت آلاف فرص العمل وأصبحوا أشخاص أسوياء، وعلى المجتمع المدنى المشاركة في هذا الأمر.
وأشار مساعد وزير الداخلية، بأن كافة العاملين في قطاع السجون حريصون على حسن المعاملة النزلاء كأنهم ذووهم وأقاربهم.
من جانبهم أكدت لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن اللجنة ستعمل في الفترة المقبلة على زيادة الميزانية المخصصة للسجون نتيجة لما لمسوه من جهد كبير يبذل في هذا الشأن، وهناك مراعاة واهتمامك كبير بالحالة الصحية والرعاية بكافة النزلاء.
وأشار أعضاء اللجنة إلى أن الزيارة تأتى في إطار سلسلة من الزيارات الدورية على كافة السجون للرد على المنظمات المشبوهة والأجنبية التي تحاول الوقيعة بين الشعب والشرطة، في سوء معاملة السجناء على غير الحقيقة.
في نهاية الزيارة أشاد الجميع بما شاهدوه على الطبيعة وحسن معاملة المسجونين، مؤكدين أن هذا النهج الجديد للوزارة يؤكد مدى حرصها على احترام قيم ومبادئ حقوق الإنسان وصون كرامته.