كأس العالم ليس نهاية المطاف يا أبوريدة
على المستوى الشخصي لم يكن الوصول للمونديال بعد غياب 28 عاما مفاجئا لي، خاصة بعد أن قرر المهندس هاني أبوريدة أن يضع صدره في وش المدفع ويقرر الإشراف على المنتخب الأول، وهو لم يكن رئيسًا لاتحاد الكرة وهي مسئولية صعبة وقتها لأن أي فشل كان سيتحمله هو وربما تكون نهايته مع كرة القدم.
لم يفكر في مناصبه الدولية التي قد تتعرض للخطر حال فشل المنتخب، ورأي أنه آن الأوان لتصدر المشهد بعد فترة كان الآخرون يجنون ثمار عمله، وراهن ونجح في الرهان، ووصل المنتخب للمونديال بعد فترة غياب ليست قصيرة ولكن السؤال المهم كيف؟ وماذا بعد المونديال؟!
كيف؟.. القريبون من هاني أبوريدة يدركون أنه يجيد فن اختيار معاونيه وهي جزئية ربما تعاني منها مصر ولكنه يتميز باكتشاف الموهوبين في كل المجالات، والدليل اللجنة المنظمة في 2006 و2009، وليس صدفة أن تجد من بين أعضاء اللجنة المنظمة أشخاصا تولوا حقائب وزارية أو محافظين أو مناصب مرموقة، فكان مدير اللجنة المنظمة هو المهندس خالد عبدالعزيز الذي تولي حقيبة وزارة الشباب والرياضة وأصبح من أقدم وأنجح الوزراء، وكان يتولى الملف الصحي الدكتور حاتم الجبلي الذي تولى حقيبة وزارة الصحة في فترة سابقة، والدكتور أحمد درويش الذي تولى حقيبة الاتصالات والآن يشرف على ملف كبير، والمهندس شريف حبيب الذي قدم تجربة ناجحة كمحافظ لبني سويف، وعلاء فهمي الذي كان وزيرا وآخرين.
أما الآخرون فهم يقدمون منظومة نجاح في عملهم سواء المهندس إيهاب لهيطة الذي قدم نقلة كبيرة في ملف منتخب الفراعنة كمدير للمنتخب، وممدوح الششتاوي مدير اللجنة الأوليمبية، والذي على يده تم إنجاز ملف قانون الرياضة الجديد، والدكتور علاء عبدالعزيز كإداي ومدير للعلاقات العامة باتحاد الكرة، ثم العبقري عمرو وهبي خبير التسويق، وزميله محمد كامل الذين جعلا من برزنتيشن شركة عملاقة لها نشاطات متعددة خارج حدود الوطن، وأصبحت تناطح كبري الشركات العالمية، ونجحت في الإطاحة بعيسي حياتو من إمبراطورية الكاف، وهناك أسماء كثيرة لا تسعفني الذاكرة في سردها، ولكن هذا يؤكد أن اختيار طاقم العمل هو بداية نجاح أي مسئول وهنا تكمن عبقرية أبوريدة.
وماذا بعد المونديال ؟
أؤكد أن مصر تنتظر الكثير من المهندس هاني أبوريدة فالوصول لطوكيو 2020 مطلوب، وتحقيق إنجاز كبير في روسيا والوصول لدور الـ8 طموحنا، وبلوغ المنتخب ترتيب متقدم في تصنيف «فيفا» كلها مطالب.
المثير أن هناك من يلوم أبوريدة لأنه استعان بهذا الشخص أو ذاك، ولكن ما أعلمه أنه يهتم بالحصول على أفضل شئ من الشخص في فريق عمله لاقتناعه أن كل شخص له مزايا وعيوب والمسئول المحنك هو من يحصل على مزايا من يساعده ويقلل من أخطائه.
أعتقد أن الإمكانيات الشخصية لأبوريدة نفتقدها في أماكن كثيرة، لأنه ربما يكون المسئول رجل مجتهد ولكنه لا يجيد اختيار فريق عمله الذي يسطر معه النجاح، أو أن المسئول يريد أن يتصدر المشهد دائما عكس أبوريدة الذي يتوارى للخلف بعد كل إنجاز، ويترك الشو لمساعديه، وهكذا يكون الرجال الأقوياء، وليس من يقول إنه فعل كل شئ وينسب النجاح لنفسه فقط، وهذا يحدث على كل المستويات بداية من كل مدير ثم كل وزير، وهنا يكمن الخطر والسلبيات.
وأنا هنا أتذكر قول الراحل العظيم أحمد زويل بعد حصوله على نوبل عندما سألوه فقال إنه يشكر فريق عمله وأهدى لهم إنجازه.. أعتقد أن ما كتبته هو بداية تحديد الداء في مصر وروشتة العلاج.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.