رئيس التحرير
عصام كامل

بصمة الصين فى الشرق الأوسط


قضيت أسبوعا فى الصين، وفى خلال رحلتى تحدثت مع محللين حول الربيع العربى، وعلى غير العادة تناقشوا معى وتجاذبنا أطراف الحديث الصريح، وتحدث العديد منهم عن رفض تورط الصين فى منطقة الشرق الأوسط المضطربة من العالم.


تستورد الصين ما يقرب من 55٪ من احتياجاتها من النفط من الخليج الفارسى، واستفادت من المظلة الأمنية الأمريكية هناك، ولكن تشعر الصين بقلق لإعلان إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما تقليص دور الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، وتخشى الصين من الإسلاميين المتشددين بالمنطقة وازدياد الاضطرابات فى البلاد، مما يضر حصولها على النفط ونشاطها بالمنطقة.

اعترف جيش التحرير الشعبى الصينى بأنه غير قادر على لعب دور أمنى فى الشرق الأوسط حتى الآن، وأيضاً الولايات المتحدة لا ترغب أن يكون للصين دور فى الشرق الأوسط أو إفساح المجال للصين فى منطقة الخليج. 

واعترف لى الخبراء الصينيون أن الجمهورية الشعبية الصينية ستضطر لبدء لعب دور أكبر فى الشرق الأوسط، لأن الصين دولة قوية، ولا يمكن أن يقف عملها فى الشرق الأوسط.

الصين لم تساهم تقريباً فى حفظ الأمن فى المنطقة، ولكن بعثت قوات حفظ سلام إلى السودان ولبنان، وقد تمهد الطريق لوجود عسكرى إقليمى أكثر قوة، وإنشاء سلسلة من شبكة القواعد البحرية التى تمتد من آسيا إلى الخليج الفارسى.

حاولت الصين أن تبرز مكانتها فى المنطقة فى عام 2009 عندما عينت مبعوثا خاصا لها فى منطقة الشرق الأوسط، وفى عام 2011 اعترضت الصين على ثلاثة قرارات فى مجلس الأمن الدولى تدين نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وعلى الرغم من العقوبات الاقتصادية التى تقودها الولايات المتحدة على إيران لعدم تطويرها سلاحها النووى، لم تمتنع الصين عن التعامل مع طهران.

تتمتع الصين بزيادة متضافرة للشركات الصينية المملوكة للدولة فى دول الخليج، حيث هناك مشاريع مشتركة مع الولايات المتحدة تبلغ 1.5 مليار دولار، ومشاريع مشتركة أيضا فى الجزائر الغنية بالنفط..

 وبشأن مصر، فلا يسعنى سوى إلقاء الضوء على زيارة الرئيس محمد مرسى للصين لطلب المساعدة، فمنحت بكين مصر 70 مليون دولار منحة لا ترد، وبصفة عامة فإن الشرق الأوسط يحتاج مد يد العون من قوة عظمى مسئولة وبناءة مثل واشنطن.

نقلاً عن معهد واشنطن.. 
الجريدة الرسمية