هل تآمرت أمريكا مع تركيا في عملية «غصن الزيتون» بعفرين السورية؟
"غصن الزيتون" هي العملية التي تشنها تركيا منذ السبت الماضي، هذه الأيام على منطقة عفرين السورية، التي يسيطر عليها مقاتلون أكراد.
ومنطقة عفرين تقع على ضفتي نهر عفرين في أقصى شمال غربي سوريا، وهي محاذية لمدينة إعزاز من جهة الشرق ولمدينة حلب التي تتبع لها من الناحية الإدارية من جهة الجنوب، وإلى الجنوب الغربي من البلدة تقع محافظة إدلب، وتحاذي الحدود التركية من جهة الغرب والشمال، وهي منطقة إستراتيجية بالنسبة للأتراك، وكان لا بد من السيطرة عليها من أجل تجنب العمليات الإرهابية التي يمكن أن يقوم بها الأكراد من خلال تلك المنطقة.
أمريكا بالتأكيد القت الضوء على تلك العملية التي تقوم بها تركيا، ولكنها ظهرت متناقضة بشكل كبير في تصريحاتها، وهو ما طرح سؤالا مفاده "هل هناك تأمرًا أمريكيًا مع تركيا لقذف تلك المنطقة وهل تخلت أمريكا عن الأكراد بعد وعود بحمايتهم؟
أمريكا تحذر شكليًا
دعت الولايات المتحدة اليوم حليفتها تركيا إلى "ضبط النفس" في عملياتها العسكرية بعفرين شمال غربي سوريا، الموجهة ضد الوحدات الكردية.
وأفادت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان أن الوزير ريكس تيلرسون تحدث هاتفيا مع نظيريه الروسي سيرجي لافروف، والتركي مولود جاويش أوغلو للتعبير عن قلقه حول الوضع.
وأضافت نويرت أنه "في الوقت الذي ندعم فيه مخاوف أنقرة المشروعة بشأن الأمن، نحث تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان أن تظل عملياتها العسكرية محدودة في نطاقها ومدتها ودقتها لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين".
تناقض أمريكي واضح
أكد وزير الدفاع جيمس ماتيس، أن تركيا سلمت بيانا رسميا أخبرت فيه الجيش الأمريكي أنها ستقوم بعملية "غصن الزيتون"، حسبما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ودافع ماتيس عن تركيا بأنها حليف موثوق به عند الناتو مع الاحتفاظ بمخاوفه الأمنية المفترضة فيما يخص الشأن السوري، فيما أكد في حديث له مع مراسلين أثناء رحلته أمس لجاكرتا وإندونيسيا أن الدبلوماسيين يبحثون عن حل الأزمة بين الجيش التركي والأكراد في سوريا.
وأوضح أنه لا يمكن أن يضع القوات الأمريكية الموجودة في سوريا في وضع خطر بسبب الهجوم التركي على الأكراد في سوريا.
خيانة أمريكية للحلفاء "الأكراد"
أكدت أمريكا من قبل أنها لن تتخلى عن الأكراد، وأنها ستدافع عنهم وستوفر الحماية لهم، ولكن رغم تأكيد الولايات المتحدة التزامها الدفاع عن شركائها في قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة الواقعة غربي نهر الفرات، ولكنها ظهرت متفرجة ومراقبة فقط للعملية التي تجري في سوريا الآن، ولم تعلق على الانتقادات العنيفة التي وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان وغيره من المسئولين الأتراك لتعاون واشنطن مع وحدات حماية الشعب في سوريا.
وأعلنت أمريكا منذ أسبوع مضى أنها تنوي تكوين تشكيل تكتل عسكري أطلق عليه اسم "جيش سوريا الجديد" يضم "جبهة الأصالة والتنمية" التابعة لـ"الجيش الحر" إضافة إلى منشقين عن الجيش السوري سابقا وبعض العناصر السلفية.
ولكن أمريكا لم تفِ بوعودها بل تركت الأكراد تحت القذف التركي، ولم تتدخل، وهذا الأمر يظهر خيانة أمريكا المباشرة لحلفائها.