رئيس التحرير
عصام كامل

نجاح الإمام الأكبر وسقوط الأقزام


نهض الإمام الأكبر لنصرة القدس ودعا للوقوف أمام الغطرسة الأمريكية وكشف الأكاذيب الصهيونية، ولبى أحرار العالم الدعوة، ولم تكن تلك الدعوة لتنجح هذا النجاح الباهر؛ لولا أنه يؤازره ويرعى دعوته رئيس مصر وقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليعلم الجميع أن رجال مصر الشرفاء الأقوياء من رجال الدولة وعلماء الدين لا يخافون في الله لومة لائم ينصرون الحق ويدافعون عن الأرض والعرض والدين والمقدسات.


نجاح المؤتمر أفقد العملاء صوابهم، ونهضة الإمام أفقدتهم توازنهم وخوفهم من تنفيذ توصيات المؤتمر جعلتهم يعوون كالكلاب لعل القافلة تتوقف عن المسير ولكن هذا لن يكون بإذن الله.

وأمام هذه النهضة وهذا النجاح وجدنا العملاء يتطاولون والأقزام يسقطون، وينتقدون، والكلاب ينبحون على قافلة الإمام وهي تسير إلى الأمام، يهولهم أن يرفض الإمام مقابلة نائب الرئيس الأمريكي في حين يسجدون هم على أعتاب السفارات الأمريكية، لا يستوعبون كيف يرفض الإمام قرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة، في حين ينتظرون هم إشارة من قنواته ليهرولوا إليها يسبحون بحمد ترامب يرددون كلماته ويقدسون لدولاراته.

نجح المؤتمر فانكشفت سوأة العملاء وبدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر، ونظرة واحدة على تعليقات المتابعين للقنوات العميلة من كل الجنسيات حول العالم تكشف حجم حب الناس لشيخ الأزهر، ويتبين منها مكانته في القلوب، وقيمته لدى أصحاب العقول.

لم أكن أعتقد أن هناك من يمكنه أن يهاجم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في دعوته لنصرة القدس، إلا أن الحياء الذي لا يجد له مكانا في نفوس العملاء لم يمنعهم من نقد تلك الدعوة، بل عميت أبصارهم وطمست عقولهم وران على قلوبهم ما كانوا يكسبون فحاول الأقزام أن يتطاولوا على العملاق فكان ممن ينطبق عليه قول الشاعر
كَـنَـاطِـحٍ صَـخــرَةً يَـوْمــًا لـيـوهـنـهــا فَــلَــمْ يَـضِــرْهــا وَأوْهَـى قَـرْنَهُ الـوَعِلُ

لن أطيل في الحديث عن الأقزام الذين يتعجبون من نصرة القدس ويعتبرونها دعوة لنصرة الحجارة فهؤلاء لا يفهمون معنى الدين والمقدسات ولا يقدرون للأرض ولا للعرض قيمة، ويجب ألا نعبأ بهم ونعطيهم أكبر من حجمهم فهم من أقزام الإعلام الذين يحاولون أن يظهروا بالتطاول على العملاق الأزهر والإمام

ولا يستوعبون أن القدس ليست فقط مُجرَّد أرض محتلة، أو قضية وطنية فلسطينية، أو قضية قومية عربية، بل هي أكبر من كل ذلك، فهي حرم إسلامي مسيحي مقدس، وقضية عقدية إسلامية ـ مسيحية، وإن المسلمين والمسيحيين وهم يعملون على تحريرها من الاغتصاب الصهيوني الغاشم، فإنما يهدفون إلى تأكيد قداستها، ودفع المجتمع الإنساني إلى تخليصها من الاحتلال الصهيوني. كما جاء في البند الأول من البيان الختامي للمؤتمر

وليكن الهم الأكبر لنا هو إبداء الآراء والمقترحات لكيفية العمل على تفعيل توصيات البيان الختامي للمؤتمر والذي حمل كثيرا من الخطوات الجادة في سبيل التوعية بالقضية الفلسطينية وخلق رأى عام عالمي يناهض السياسات الجائرة ضد الحقوق والحريات الإنسانية.

وسأبدأ هنا بأول ما يمكن أن يتم تنفيذه على أرض الواقع وفى أقرب وقت ممكن ويقع تحت إمكانيات الأزهر الشريف العلمية والعملية والاقتصادية وهو الوارد في البند التاسع من توصيات المؤتمر وهو ما يتعلق بتصميم مقرر دراسي عن القدس الشريف يُدرَّس في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاءً لجذوة قضية القدس في نفوس النشء والشباب، وترسيخًا لها في ضمائرهم، مع دعوة القائمين على مؤسسات التعليم في الدول العربية والإسلامية وفي سائر بلدان العالم، وكافة الهيئات والمنظمات الفاعلة، إلى تبني مثل هذه المبادرة.

وإذا كان الأزهر الشريف يمكنه أن يضيف هذا المقرر الدراسي لما يقع تحت إدارته من معاهد وكليات فإننا يمكننا أن نقدم ذلك الكتاب على موقع الأزهر الشريف، وكذلك تقديمه ورقيا وإلكترونيا كمسابقة لكل طلاب ومعلمي ومنسوبي المدارس والجامعات مصحوبا بأسئلة متنوعة تغطى كل صفحاته، مع تقديم جوائز قيمة لكل من ينجح في المسابقة وكذلك لكل مدرسة وكلية وجامعة تتفوق في نسبة مشاركات أعضائها وطلابها، وأن يدعم تلك المسابقات رجال الأعمال من الوطنيين الشرفاء والمنظمات الإنسانية والحقوقية الفاعلة.

إثارة حوار مجتمعي حول الخطوات اللازمة لاتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني، وخاصة المرابطين من المقدسيين، ودعم صمودهم، وتنمية مواردهم، وإزالة كل العوائق التي تمنع حقوقهم الآدمية الأساسية، وتحول دون ممارسة شعائرهم الدينية.

منح الصفة القانونية للجنة المشتركة المشكلة من أبرز الشخصيات والهيئات المشاركة في هذا المؤتمر والمنوط بها متابعة تنفيذ التوصيات على أرض الواقع ومواصلة الجهود في دعم القضيَّة الفلسطينيَّة وبخاصةٍ قضيَّة القُدس، وعرضها في كافة المحافل الدوليَّة الإقليميَّة والعالميَّة وفق الله إمامنا الأكبر لما فيه خير الإسلام والمسلمين، ووفق رئيس جمهوريتنا لما فيه خير البلاد والعباد.
الجريدة الرسمية