رئيس التحرير
عصام كامل

إيرين يوسف الفائزة بجائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية: «أول دواويني .. رميته في النيل»

فيتو


الدولة لا تحتفي بشعراء العامية
«آخر شوية ليل» تضمن التجارب القاسية والفشل

بحرج أقول إني بكتب شعر.. ومسئولية الكتابة كبيرة
غيرنا اسم ديوان«آخر شوية ليل» 3 مرات والغلاف 18 مرة
ما فعله ساويرس مع أحمد فؤاد نجم أكبر تكريم لصديق بعد وفاته

استطاعت جائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية، التي تصدر عن مؤسسة ساويرس الثقافية، أن تستحوذ على مكانة كبيرة في مجال الجوائز الأدبية في فترة قصيرة، خاصة التي تهتم بفئة الشباب، كما تحرص كل عام على التطوير وتقديم الجديد لتضاهي الجوائز العالمية الكبرى.

وأبرزت الجائزة على مدار دوراتها الأربع السابقة، العديد من المواهب الشابة، في مجال الشعر العامي، كما أتاحت الفرصة لهم في الظهور، وعرض موهبتهم وأعمالهم أمام عدسات الكاميرات، والإعلام.
وتمكنت الكاتبة الشابة إيرين يوسف، من تحقيق الجائزة لعام 2017، بديوانها «آخر شوية ليل» الصادر عن دار «دون للنشر» في مشاركتها الثانية في الجائزة عقب اشتمال القائمة القصيرة لعام 2015 على ديوانها الأول «شبرا مصر» قبل تتويجها بها في نسختها الأخيرة، واستضاف صالون «فيتو» الشاعرة إيرين يوسف، وأجرى معها الحوار التالي:


بداية.. ما حكاية إيرين يوسف مع الكتابة بصفة عامة؟
الكتابة كانت الباب الذي طرقته من زمان والدي كان عنده مكتبة صغيرة، برغم أننا كنا ناس بسيطة، وعلى قد حالها بس كان بيتنا مليء بكراتين الكتب في كل مكان فيه، قرأت لشكسبير وأنا في إعدادي، كنت بحب أشوف كتابات الناس، وشكل الكتب المختلفة، فقرأت في العديد من الأشكال الأدبية المختلفة منذ صغري.

متى كانت المرة الأولى التي كتبتي فيها الشعر؟
في الحقيقة رغم أن فترة الخمس سنوات التي قضيتها في الكلية كانت أسوأ فترة في حياتي، لأن كليتي كانت في المنيا، كنت مغتربة طوال فترة الترم؛ لكنها كانت الفترة اللي كتبت فيها أول ديوان شعري كامل سنة 2006 لم يطبع، كنت بخرج فيه كل همي والحزن، والتجارب الصعبة اللي مريت بيها، الشعر تجربة مؤلمة.. لو مفيهاش ضغط أو ظروف صعبة محدش هيكتب.

بس الغريب أن الديوان اللي كتبته في فترة الكلية أول ما خلصت دراسة رميته في النيل وأنا راجعة من هناك؛ كنت عايزة أقطع علاقتي بالمكان ده، وكل حاجة حصلت فيه.

بعدها انقطعت فترة عن الكتابة، حتى 2011، بدأت أكتب تاني، من خلال صفحتي على فيس بوك، نقدر نسميها خواطر، أكتر من أنها شعر كامل.

بعد مرحلة كتابة «الخواطر».. متى كانت العودة الحقيقية وأول ديوان طبع بالفعل؟

في عام 2014، وقتها كان أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة للكتاب، كان مهتما بشباب الكتاب الحقيقة، قرأ كذا حاجة من اللي كنت بكتبهم على فيس بوك، واتقابلنا في أكثر من مناسبة وندوة، وشاف أسلوبي وطريقة إلقائي للشعر، ففوجئت بمكالمة هاتفية منه شخصيا، قالي فيها «أنا شوفت كتاباتك يا إيرين.. أنتظرك في مكتبي غدا؛عشان نطبع شغلك».
 
وبالفعل، طبع أول ديوان ليا بعنوان «شبرا مصر»، أواخر 2014، بعدها بسنة فقط، تم ترشيح الديوان للقائمة القصيرة، لجائزة أحمد فؤاد نجم لشعر العامية، عام 2015، كان بالنسبالي مفاجأة وإنجازا كبيرا جدا، أن أول ديوان ليا يرشح لجائزة بهذا الحجم.

كيف كانت حالة ديوان «شبرا مصر» عند صدوره وهو الأول بعد ديوان فترة الكلية.. وفي ماذا اختلف عنه؟
لا أخفي عليك، حالة ديوان «شبرا مصر»، اختلفت تماما وبصورة كبيرة، عن ديوان الكلية «شبرا مصر» حنين للماضي، أنا من شبرا أصلا، وبيت العيلة بتاعنا لسه هناك، وفي فترة كتابتي ليه جدتي توفت، اتأثرت بيها جدا، كانت أمي الثانية فعلا، حكيت فيه كل الذكريات دي، بالتحديد في قصيدة «بيت شبرا».

وبعد ثورة 25 يناير كانت شبرا مركزا ومنطلق للعديد من الأحداث والفعاليات الوطنية، تناولت في الديوان كل ما حدث فيها، وفي الحقيقة شبرا وأهلها فيهم روح جميلة جدا وحالة مختلفة.

ديوان «شبرا مصر» صدر 2014.. و«آخر شوية ليل» نهاية 2016.. فترة طويلة؟
هي فعلا فترة طويلة شوية، لكن بعد وصول «شبرا مصر» للقائمة القصيرة في جائزة أحمد فؤاد نجم، شعرت أنها مسئولية كبيرة أوي، الشعر مسئولية يجب على كاتبه الانتباه لها.
ولدرجة أن في فترة كنت بحرج أقول إني بكتب شعر، هكون بظلم نفسي وبحملها كتير لو قولت إني شاعرة، كمان كنت حابة في أي ديوان سأقوم بطرحه بعد ذلك ألا يقل في مستواه عن «شبرا مصر».

ديوان «شبرا مصر» كان حنينا للذكريات والماضي.. إذن ما هي حالة «آخر شوية ليل»؟

«آخر شوية ليل» تضمن العديد من التجارب القاسية، التي واجهتها، وتجارب فشل على كافة الأصعدة، تسببت في حالة حزن استمرت معي لفترة طويلة، وكنت مترددة كتير في كل حاجة اتنفذت فيه، لدرجة أن أحمد البوهي أحد مسئولي دار «دون للنشر»، اللي صدر عنها الديوان، انزعج من تأجيله اللي استمر أكثر من مرة، ويكفي أننا غيرنا صورة الغلاف قرابة الـ18 مرة، واسمه ثلاث مرات، لم يكن صدور ديوان جديد أمرا سهلا مطلقا.

ما سبب تسمية ديوان «آخر شوية ليل» بهذا الاسم؟
لأن فترة نهاية الليل، هي الفترة اللي كلنا بنقعد فيها نسترجع ما حدث طول اليوم، وبتحاسب نفسك فيها، دون مشاركة أحد، أو شخص آخر يقاسمك رأيك ووجهات نظرك، لذلك تم تسميته «آخر شوية ليل».

هل كنتي تتوقعي عند كتابتك «آخر شوية ليل» أن يحصل على جائزة أو أي تكريم؟
مطلقا، لم أكن أتوقع حصوله على أي شيء، كنت أريد فقط أن يكون بمستوى «شبرا مصر»، لا أكتب من أجل تكريم أو جائزة، أنا بحب الكتابة، بعبر بيها عن اللي مبعرفش أقوله، أنا لست ممن يجيدون التعبير عما يدور بداخلهم من خلال الكلام أو القول.

إذا كنا نتحدث عن فوزك بجائزة تحمل اسمه.. ماذا يمثل لكِ شعر أحمد فؤاد نجم؟

شعر أحمد فؤاد نجم بكلماته ومفرداته حالة خاصة من الإبداع والتراث لا يمكن إغفالها، أو تخطيها، جلوسي وسماعه حالة عشق بالنسبة لي، برغم أن الأساس في الشعر قراءته، فإنه ينقلك إلى عالم آخر أثناء سماعه.

ما الدعم الذي يحتاجه الشعراء الشباب من المؤسسات الحكومية؟
بصراحة، الدولة لا تحتفي بشعراء العامية تحديدا، رغم أن هناك ميزانية محددة ومخصصة للمؤسسات الثقافية، إلا أنها لا تذهب في أماكنها المناسبة، لا نحتاج دعما ماديا بقدر الدعم المعنوي الذي يمكن أن تقدمه الدولة.

لا نطلب الدعم المادي أو إنفاق الميزانية الموجودة وتحتاج لترشيد وتوزيع سليم لها في مواهب كتير موجودة في القرى والمحافظات، المؤسسات الخاصة لن نستطيع الوصول إليها مثل الدولة هي اللي هتقدر توصل للنجوع والمناطق النائية.

كيف ترين تكريم مؤسسة ساويرس الثقافية لأحمد فؤاد نجم بتخصيص جائزة باسمه؟
أولا أنتهز الفرصة، وأوجه شكري الشديد للمهندس نجيب ساويرس، لاهتمامه بشعر العامية والشعراء الشباب خاصة.
وفي وجهة نظري بشوف أن أكبر تكريم من صديق لصديقه بعد وفاته هو ما فعله نجيب ساويرس بتخصيص جائزة تحمل اسم الراحل أحمد فؤاد نجم، لم يقل أنا بحبه فقط، بل حفر اسمه في جائزة لنظل نردده كل عام ونصعد على منصة بخلفية كبيرة لصورته.
كما يحرص على الحضور بنفسه كل عام، وأن تظهر في أبهى صورة بحضور الفنانين والشخصيات العامة، ولم يكتفِ فقط باستمرار الجائزة وإنفاقه عليها، أعتقد أن الجائزة بمثابة صدقة جارية طول العمر لأحمد فؤاد نجم.

هل هناك ديوان جديد لك يتم العمل على طرحه قريبا؟
لا، انشغلت في الفترة الأخيرة في مشاركتي بكتابة سيناريو مسلسل «الأب الروحي الجزء الثاني» مع كوكبة من الكتاب الشباب والكبار، في ورشة عمل للمسلسل.

وأنا لا أعتبر الشعر مشروعا، لو لم يوجد سبب شديد لأجلس وأكتبه، لن أكتب أبدا، أعتبر نفسي أنتمي لمدرسة الكتابة غير المحددة أو مدروسة، سواء كان ذلك صوابا أو خطأ.

بخلاف مدرسة الكاتب الكبير والأديب الراحل نجيب محفوظ، الذي كان يعتبر نفسه موظفا لديه موهبة الكتابة، بجلوسه يوميا على مكتبه ليكتب، أنتج العديد من الروائع والكتابات العظيمة بهذا الأسلوب، أعتبرها مرحلة من الموهبة لم أصل إليها بعد.

الجريدة الرسمية