رئيس التحرير
عصام كامل

"الحسين" .. رمز الثورة فى الإسلام


هو سيد شباب أهل الجنة، هو حفيد رسول الله، هو ابن على بن أبى طالب، رمز الثورة على الطغاة .

تبدأ الحكاية مع اتهام عثمان بن عفان بأنه يولى أقاربه فى مناصب الدولة، وهو ما جعل البعض يحاول الخروج عليه، وكان أول المدافعين عن عثمان هم أبناء"على" الحسن والحسين.


وحين قتل عثمان خرج معاوية يطالب بالثأر لعثمان، وارتدى معاوية قميص عثمان، مطالبًا على بن أبى طالب بالثأر، قبل أن يبايعه كأمير للمؤمنين، حتى قتل على.

و لكن لم تمت الفتنة حتى تولى معاوية الحكم، ولم يأت بقتلة عثمان ، بل أخذ البيعة لابنه يزيد فى حياته، وكانت الحجة أنه تربى فى بيت سياسى، وعلى دراية بكيفية إدارة الحكم، لتخرج للنور أول ثورة فى الإسلام، قادها حفيد الرسول، قادها الحسين بن على.. " نعم" ثورة على الطغيان، ثورة على التوريث، رفض الحسين البقاء فى مكة حتى لا تهاجم، ويكون المبرر وجوده فيها .

ترك الحسين مكة وذهب إلى العراق، ليقتل الحسين على يد يزيد بن معاوية، وكان مبرر قتله هو الخروج على الحاكم.. قتل الحسين والمبرر هو الشريعة والشرعية، قتل الحسين ولم تقتل الثورة على الظلم والطغيان، وعلى التوريث .

وجاء "الإخوان المسلمين" لحكم مصر بنفس المبرر، ونفس الحجة، الثأر للشهداء، رفع الإخوان فى الانتخابات الرئاسية شعار القصاص للشهداء، حتى صدقهم الشعب، ارتدى الإخوان "قميص عثمان" حتى وصلوا للحكم، و لكن لا ثأر أخذوا ولا ثورة أنقذوا .


يحمل الإخوان الآن شعار تطهير القضاء، الذى حكم على مبارك، ونسى الإخوان أنهم وعدوا الشعب بمحاكمات ثورية، ونسى الإخوان أنهم عينوا نائبًا عامًا بإعلان دستورى، لكى يجمع أدلة تدين "مبارك" ونظامه، وحقيقة الأمر أنه لم يتقدم بورقة واحدة، بل وخرج كل رموز نظام مبارك فى عهد الإخوان، احتكر الإخوان لأنفسهم الثورة، رغم أنهم آخر من التحق بها، وأول من باعها وجلس مع عمر سليمان.

ادعى الإخوان أنهم أبطال موقعة الجمل، والكل يعلم أن الأوامر كانت قد صدرت من قيادات الجماعة لشبابها بالانسحاب من الميدان. 

يتاجر الإخوان بالثورة، بينما يَقتلون ويَسجنون شبابها ومن شاركوا فيها، منذ اللحظة الأولى، ويطلقون عليهم أعيرة الخرطوش وقنابل الغاز .

يأبى التاريخ إلا أن يعيد نفسه، يُقتل الثوار فى ميادين مصر على يد من جلسوا على حكمها، مدعين أنهم يملكون الشرعية ويطبقون الشريعة بالقصاص، كما قتل الحسين على يد يزيد بن معاوية.. تحولت شوارع مصر إلى "كربلاء" جديدة، ولا يتوقف نزيف الدماء، ليظل الحسين رمزًا للثورة، وتظل الثورة فكرة لا تموت .

الجريدة الرسمية