عنان.. الفرص المتاحة
أعلن الفريق "سامى عنان" عن نيته الترشح لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وهو الإعلان الذي يفرض علينا التعامل معه وفق مبادئ ديمقراطية، تتيح لكافة المرشحين فرصا متساوية في التحرك وإقامة المؤتمرات والندوات والتغطية الإعلامية المتوازنة من وسائل الإعلام القومية والخاصة والحزبية، وذلك في واحدة من أهم فعاليات الممارسة الديمقراطية التي ترسي مبدأ التداول السلمي للسلطة وحماية البلاد من اللجوء إلى طرق أخرى للتغيير جربناها ودفعنا ثمنها غاليا.
بعيدا عن فرص "سامي عنان" في الفوز بمنصب الرئيس، فقد سبقه "خالد علي" المحامي إلى الإعلان مبكرا عن نيته الترشح، وحظى بهجمة إعلامية شرسة وغير مبررة، إذ أن من حق أي مواطن يرى في نفسه القدرة على خدمة بلاده الترشح وتقديم برنامج عمل للمرحلة الحرجة التي نعيشها، ويصبح لزاما علينا أن نناقش الأمر وفق أدبيات احترام الرأي والرأي الآخر، وفي النهاية سيكون صندوق الاقتراع هو الفيصل بين المتنافسين.
وأظن وأغلب ظني ليس إثما أن المعركة الانتخابية الرئاسية لا تستمد أهميتها من حيث كون هذا المنصب هو الأعلى والأكبر والأقيم في هرم الاقتراع، أو الهرم الديمقراطي، وإنما تستمد أهميتها من حيث كونها مناسبة لإحياء السياسة من سكتتها الدماغية التي تعانى منها، كما أنها مناسبة مهمة للنقاش العام حول البرامج المطروحة من المتنافسين، وإزكاء روح الحوار بين كافة الأطراف.
إن الفرص المتاحة لزيادة الوعي الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية واحدة من أهم أدوات التغيير، وإتاحة الفرصة للكيانات السياسية الشرعية للاحتكاك بالشارع، والتعرف عن قرب على مشاكله وهمومه وقضاياه، والوصول إلى قناعات شعبية أن الأحزاب السياسية هي الوعاء القادر على مواجهة التيارات السرية غير الشرعية، ومصدر قوة للشعب في استخدام أدوات التعبير عبر وسائل شرعية تسعى للحيلولة دون الخروج عن الوسائل السلمية للتغيير.
الأمل لا يزال قائما إذا تفهمت وسائل الإعلام حقيقة الدور الذي يمكن أن تلعبه الانتخابات الرئاسية، علما بأن الفائز الأول والأخير هو الوطن، خاصة إذا ما أجريت الانتخابات وفق نموذج يجعل منها معركة تنافسية يهنئ فيها الخاسر من فاز بالمنصب، دون أن يخرج من الحياة السياسية إلى الاعتزال الذي أصاب عددا كبيرا من شخصيات مصرية كان لها دور في زيادة الوعي بأهمية العملية الديمقراطية كوسيلة وحيدة للتغيير.