رئيس التحرير
عصام كامل

إمبراطورية كايروكي في الفن المستقل.. تنطلق من قلب «التحرير» بأغنية صوت الحرية.. تعبر عن أحلام ومشكلات الشباب.. «نقطة بيضا» يحقق 90 مليون مشاهدة.. والآلاف يحتشدون لحضور حفلاتها

فرقة كايروكى
فرقة كايروكى

17 ألف تذكرة رقم لا يمكن الاستهانة به، ويؤكد أن العرض الذي من أجله نفدت التذاكر يستحق الحضور، ولا يمكن تقديمه أو تقليده من أي جهة أخرى، وهو رقم لم تسجله إلا حفلات فرقة “كايروكي” التي تحولت إلى “إمبراطورية للغناء”، لا تماثلها أي فرقة موسيقية أخرى.


كما أن الرقم كان سببًا رئيسيًا في حدوث أزمات مستمرة بينها وبعض الجهات المختصة باستخراج التصريح للموافقة على حضور حفل غنائي بحضور أكثر من 10 آلاف فرد، تخوفًا من وقوع أزمات مختلفة من الصعب السيطرة عليها داخل الأماكن المفتوحة، وقد دفعت هذه الأزمات البعض لاعتبار الفرقة أكبر حزب سياسي في مصر، بالإشارة إلى أنه لا يستطيع أي حزب جمع كل هذا العدد في مكان واحد.

«نزلت وقلت أنا مش راجع، وكتبت بدمي في كل شارع، سمعنا اللي مكنش سامع، واتكسّرت كل الموانع، سلاحنا كان أحلامنا، وبكرة واضح قدامنا.. من زمان بنستنى.. بندور مش لاقيين مكانا.. في كل شارع في بلادي.. صوت الحرية بينادي»، كلمات بسيطة واضحة كانت بداية الأمل لخمسة شباب في التعبير عن غضبهم وسط الثوار «بميدان التحرير» في 25 يناير 2011، وما هي إلا أشهر قليلة مضت، وسرعان ما تحول الأمر من فرقة غنائية بدأت الطريق منذ سنوات طويلة، إلى فرقة تعبر عن حال الشباب بطريقتهم وأغانيهم التي كان لها تأثير غير متوقع.

إلغاء حفل كايروكي
إلغاء حفل «كايروكي» وعودته من جديد في 22 ديسمبر الماضي، لغز غامض للجمهور، وسيناريو تكرر كثيرًا في الفترة الماضية، التفاوض لساعات كثيرة مع بعض الجهات الرسمية لاستخراج التصاريح، والحصول على استثناء من الجهات الأمنية بقبول ما يقرب من 17 ألف فرد المقرر حضورهم بعد بيع التذاكر، سر عودة الحفل من جديد، وظهر تأثر الشباب بـ«كايروكي» بعد نجاح ألبوم «نقطة بيضا» الذي حقق 90 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب»، وهو رقم قياسي لم تصل إليه فرق الفن المستقل «الأندرجراوند».

«كايروكي» من أكثر الفرق التي لها جماهيرية كبيرة بين أوساط الشباب، حيث يتابع صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مليونان ونصف المليون، كما أن العلاقة بين الفريق والجمهور لا تتوقف عند الحفل الغنائي والانتهاء منه، فأمير عيد مؤسس «كايروكي» المطرب الرئيسي لها، يعتبر علاقته بجمهوره استثنائية، بعيدة عن علاقة الفنانين والفرق، وأن سر نجاح أغاني فريقه التي تقدم بشغف وحب، نتيجة للتواصل مع الشباب ومعرفة أفكارهم.

صوت الحرية
«صوت الحرية».. كانت الانطلاقة الحقيقية لـ«كايروكي» بميدان التحرير، عندما قرر أعضاء الفريق تصوير الأغنية داخل الميدان لمواكبة الأحداث وسط الثوار، ما أعطى لها شكلا آخر وأصبحت «صوت الحرية» الشعار الرسمي للثورة والثوار.

المشهد داخل الميدان وقت تصوير الكليب مختلف، فالكل يقف على قدم واحدة من أجل الغناء والمشاركة الحقيقية بعيدًا عن الرغبة في التصوير وحب الظهور وتقديم ما بداخلهم من غضب بكلمات «كايروكي»، فالجمهور هو البطل الحقيقي في الأغنية بتجسيد دور البطل والتعبير عن أنفسهم واعتراضهم على بعض الأمور السياسية وقتها.

لم تكن مشاركة «كايروكي» في الثورة فقط هو سر النجاح الساحق الذي وصلت إليه خلال الفترة الماضية، فانتشار مواقع السوشيال ميديا يعتبر أحد الأسباب الرئيسية في اعتلاء القمة ومنافسة النجوم السوبر ستار، ليحصد أعضاء الفريق قاعدة جماهيرية لما يصل إليها من قبل، فالعلاقة بين الجمهور والمطرب تنتهي عند استماع الأغنية أو التوقف عند حضور حفل غنائي، لكن يبدو الأمر مختلفا بين «كايروكي» وجمهوره وبالتحديد الأعمار الشبابية التي تربطهم علاقة كبيرة بهم.

أمير عيد
«البيزنس» أمر منتهي عند «كايروكي»، فأمير عيد مطرب الفريق، يتحدث باستمرار عن فكرة التجارة بالغناء وجذب الجمهور واستخدامهم كمصدر رزق، ساعيا إلى كسر هذا التابوه، من خلال غناء ما يشعر به الشباب ويعبر عن أحلامهم وأوجاعهم، معتبرا نفسه واحدا منهم، وأن الحفل الذي نظمته الفرقة بعنوان «إمبراطورية كايروكي» خير دليل على قدرتهم في التواجد مع الجمهور في أي لحظة دون الاحتياج لدعاية إعلانية أو طبع بطاقة دعوة لحضور الحفل بالمقاييس المتاحة في شركات الإعلانات لتنظيم الحفلات.
الجريدة الرسمية