«خيانة ندابة وجبروت حانوتي».. «شادية» تدبر لقتل زوجها من أجل «الحبيب».. وتعترف: «سوء المعاملة هو السبب».. حقنة مخدر وسيلة تنفيذ الجريمة.. وصدفة تكشف لغز اختفاء
داخل أروقة المحاكم وبين قاعاتها.. قصص وحكايات أغرب من الخيال، أبطالها أشخاص تورطوا في جرائم يرفض العقل والمنطق تقبلها.. والواقعة التي تحملها السطور التالية، واحدة من تلك الجرائم المثيرة.. فيها خانت “ندابة” شابة زوجها العجوز، واشتركت مع حانوتى كانت تربطها به علاقة حب، في دفنه حيا داخل مقبرة بمنطقة المرج، رغبة منهما في الزواج والاستمتاع بثروة الزوج القتيل، غير أن الصدفة وحدها كشفت أمر المتهمين.. السطور التالية تحمل تفاصيل الجريمة كما جاءت على لسان الزوجة.
تقول المتهمة: “اسمى شادية وأعمل ندابة.. حكايتي بدأت قبل 10 سنوات.. وقتها تعرفت على شعبان الحانوتى، أثناء مشاركتي في إحدى الجنازات، وتبادلنا الحديث وعرف كل منا كل شيء عن الآخر.. مع الوقت توطدت علاقتنا حتى صرح لى بحبه ورغبته في الزواج منى.. وافقت بلا تردد، فقد وقعت أنا الأخرى في هواه، إلا أن أسرتي رفضت متحججة بفقر شعبان، وشؤم مهنته!! توقفت الندابة عن الكلام ولاحت على شفتيها ابتسامة ساخرة قبل أن تقول: “فوجئت بوالدي يرفض زواجي من شعبان؛ لأنه حانوتى فقير، وكأننى جامعية أو دكتورة أو بنت حسب ونسب ولست ندابة أشد فقرا منه”.
حضور العجوز
تبدلت ملامح شادية وتهدج صوتها بالبكاء قبل أن تضيف: “ذات يوم ذهبت للندب في إحدى الجنازات، وهناك شاهدنى ابن المتوفاة، وهو رجل اسمه “وليد” في الخامسة والخمسين من عمره، وعرض علىّ الزواج.. رفضت نظرا لفارق السن الكبير بيني وبينه، والذي يتجاوز العشرين عاما، ولارتباطى بعلاقة عاطفية مع شعبان الحانوتى.. ظننت أن الموضوع انتهى، ولكن العجوز حضر إلى منزلي وطلب الزواج منى رسميا.. وافق والدى لأن العريس غنى ويمتلك أموالا وعقارات عديدة، وفى شهور قليلة تم الزفاف.. عشت معه حياة حزينة كئيبة كلها مشكلات ومشاجرات.. رضيت بالأمر الواقع وتحملت كل شيء من أجل طفلىّ، أما زوجي فقد أساء معاملتي واعتاد سبي وقذفي وإهانتي أمام الجميع.. تحولت حياتى إلى جحيم وتمنيت لو أن هذا الرجل يختفى من الدنيا، وأرث أمواله وعقاراته وأتزوج من حبيبى “شعبان” الحانوتى.. قفز الشيطان إلى ذهنى وزين لى فكرة التخلص منه بالقتل”.
قتل زوجي
تنهدت الندابة في حسرة وألم واستطردت: “اتصلت بشعبان وطلبت مقابلته لأمر مهم، وعرضت عليه فكرة قتل زوجى حتى يخلو لنا الجو ونتزوج ونكمل حياتنا معا ونستمتع بأمواله وعقاراته.. راقت له الفكرة وبدأنا نخطط لتنفيذ الجريمة، وأخيرا اتفقنا على دفنه حيا في إحدى المقابر التي يعمل بها شعبان بعد تخديره.. استغللت فرصة مرض زوجى العجوز، وتعاطيه مجموعة كبيرة من أدوية الضغط والسكر، وأحضرت حقنة مخدرة من إحدى الصيدليات، ووضعتها مكان حقنة أخرى يأخذها بانتظام.. بعد أن تأكدت من غياب زوجي عن الوعى، اتصلت بشعبان الحانوتي الذي حضر على الفور بسيارة نقل الموتى الخاصة به، وحمل “وليد” فيها وانطلق إلى المقابر، وفتح إحداها وكانت بها جثة شاب متوفى حديثا، فأخرجها ووضع زوجى حيا مكانها، وأغلق القبر عليه، ثم حمل جثة الشاب ووضعها في مقبرة أخرى، ثم جاءنى يزف لي بشرى التخلص من وليد إلى الأبد، وطلب منى 100 ألف جنيه نظير ذلك، ووعدنى بإنهاء إجراءات الحصول على تصريح الدفن وشهادة الوفاة بمساعدة معارفه”.
صدفة تكشف اللغز
“لم تدم الفرحة طويلا.. فقد لعب القدر لعبته وانكشف أمرنا بطريقة أغرب من الخيال”.. هكذا تحدثت شادية واصفة مشهد نهاية جريمتها، وقالت: “تصادف أن تقدمت أسرة الشاب الذي أخرج شعبان جثته ودفنها في مقبرة أخرى، بطلب لاستخراجها؛ لوجود شكوك لديهم في موته مقتولا، ووافقت النيابة على الطلب، وحضر رجال الطب الشرعى وفتحوا مقبرته، ليكتشفوا أن الجثة لعجوز، وليست للشاب المقصود.. وبعد التحريات والتحقيقات انكشف كل شيء وأشارت أصابع الاتهام إلى شعبان الحانوتى.. ألقى رجال المباحث القبض عليه، وفى التحقيقات اعترف بكل شيء، ثم ألقت الأجهزة الأمنية القبض علىّ أنا الأخرى، ولم أستطع الإنكار، فاعترفت بكل التفاصيل، وها أنا ذا أنتظر حكم القضاء”.