رئيس التحرير
عصام كامل

الأباطرة الست داخل الكنيسة.. «بولا» أخطر الرجال.. «يؤانس» بطريرك الصعيد.. «بيشوي» وزير العدل.. ظل «البابا» ضمن القائمة.. ووزراء المرقسية يحاربون بسلاح «الن

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

حمل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، على عاتقه عبء تصحيح الأوضاع داخل الكنيسة القبطية، منذ أصبح بطريركا لها، وهو ما جعل البعض يطلق عليه لقب «بابا الإصلاح»، حيث استطاع استحداث قطاعات جديدة، لم تكن موجودة، نجحت في أن تخرج الكنيسة خارج الأسوار والغرف المغلقة، وتتفاعل مع الشعب بطرق متعددة، وواجه هذا تباينًا في ردود الأفعال، بين مؤيد ومعارض.


الدوائر الخفية
داخل دائرة البطريرك المكشوفة، هناك دوائر خفية، تلعب لحسابها الخاص، بـ«صبغة كنسية»، مستغلة وضعها داخل الكنيسة القبطية، وتمنح نفسها شرعية دينية حتى إنها تمارس دور البابا لكن في الظل، بينهم من يمارس دوره مستغلا قربه من مكان تواجد البابا، وآخرون يباشرون دورهم بعيدا عن كاتدرائية العباسية.

الأسماء القوية داخل الكنيسة متعددة، ولعل أبرزها الأنبا أرميا، الأسقف العام، ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسي، والذي يسبق اسمه، لقب «الأسقف القوى»؛ لما يتمتع به من قوة داخل الكنيسة، نظرًا لعلاقته المتشعبة بمؤسسات الدولة، بدأ ارتداء الأنبا أرميا ثياب القوة، بعد رحيل البابا شنودة الثالث، حيث إنه يمارس دور البطريرك في بعض الأحيان، من المركز الثقافي القبطي الموجود داخل الكاتدرائية، ويحرم على قيادات كنسية دخوله إلا بإذن من الأنبا أرميا نفسه.

ويدرك الأنبا أرميا أهمية الإعلام في التأثير بالرأي العام؛ لذا استأثر بمبنى المركز الثقافي، والذي يتخطى ثمنه الـ20 مليون جنيه، وأسس قناة تليفزيونية، تبث من هناك تدعى قناة «مارمرقس»، ويشرف عليها بنفسه، كما دشن العديد من المواقع الإلكترونية التي تحمل اسمه، وأصدر مجلة باسم «مصر الحلوة»، يعتبرها البعض منافسا قويا لمجلة «الكرازة»، التي يترأسها البابا تواضروس، وهى الناطق الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.

تعوَّد الأنبا أرميا على مغازلة أجهزة الدولة، أيًّا من كان الموجود على رأس السلطة، فمنذ أيام دعا إلى التبرع بيوم من الراتب لصالح وزارة الداخلية، بدعوى تحسين مستوى تسليح رجال الشرطة، كما سبق أن وصف «محمد مرسي»، قبل انتخابات الرئاسة في 2012 بـ«الصديق الشخصي»، ولعب دورًا بارزًا في زيارة مرشد الجماعة الإرهابية محمد بديع للكاتدرائية، ولقائه بالبابا شنودة، وكان بمثابة رأس الحربة في زيارة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريركية، للرئاسة في عهد مرسي، وهو ما جعل الكثير من الأقباط ينقلبون على الأسقف القوى.

بولا.. أخطر رجال الكنيسة
يعتبر الأنبا بولا، أسقف طنطا وتوابعها، أحد أخطر رجال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فهو المسئول عن القوانين والتشريعات، وكان ممثل الكنيسة في لجنة وضع الدستور، كما كان مسئول ملف الأحوال الشخصية، وهو من أخطر الملفات الكنسية.

الأنبا بولا أحد أهم رجالات الكنيسة، لما له من علاقات قوية مع أجهزة الدولة، نظرا للملفات التي تحت يديه، أهمها بناء الكنائس، وتعتبر إيبارشية طنطا مملكة منعزلة عن الكنيسة، يصعب تخطي أسوارها قبل إذن الأنبا بولا، كما استغل موقعه، في المجلس المتخصص بقضايا الأحوال الشخصية، وأفرج عن مجموعة من القصص السرية في هذا الملف، التي تقع تحت بند «الاعتراف»، في 4 كتب.

ونظرا لشبكة علاقته تولى الأنبا بولا مسئولية الملف السياسي بالكنيسة، ومهمة فرز الشخصيات المقرر دعمها في مراحل الانتخابات، أو تقديمها في حالة وجود «كوتة»، ويلقب الأنبا بولا بـ «رجل المواسم»، حيث ارتبط اسمه بملفات بعينها، وأوقات الانتخابات.

يؤانس.. بطريرك الصعيد
إذا انتقلنا إلى الجنوب نجد أن الأنبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها، هو من أخطر رجال الكنيسة، نظرا لعلاقته برجال أعمال نافذين في الكنيسة، منذ كان سكرتير البابا الراحل شنودة الثالث.

وعُيِّن الأنبا يؤانس أسقفًا لأسيوط، خلفًا للأنبا ميخائيل، وهو ما جعل البعض يعتقد أن هناك خلافًا بينه وبين البابا تواضروس، وأنه أراد إبعاده عن المقر البابوي، الأمر الذي دفع الأخير إلى تكذيب ذلك عبر مداعبة الأنبا يؤانس في تصريح له، قائلًا: «مخطرش في بالى إن الصعايدة يضحكوا علىّ، وياخدوا الأنبا يؤانس منى، وأدركت أن الصعايدة شطار، والأسايطة شطار قوي».

حديث البابا لم يخرج، حسب مقربين، عن حيز تخفيف وطأة إبعاد الرجل القوى عن دائرة الضوء في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، والذهاب به بعيدًا، إلا أن الرجل استطاع أن يؤسس كيانًا موازيًا للكاتدرائية، حتى إن البعض أطلق عليه "بطريرك الصعيد"؛ نظرا لقربه من أغنياء «عاصمة الصعيد».

بدأ نفوذ الأنبا يؤانس يتصاعد بين عامى 1998 إلى 2005، بعدما نجح في توطيد علاقاته مع القيادات الحكومية والأمنية، كما استطاع إقناع البطريرك بتعيينه رئيسا لعدد من المؤسسات الكنسية الكبرى مكنته من توسيع دائرة نفوذه، ومن الحصول على السيولة الكافية للمنح والمنع.

بيشوي.. وزير العدل
الأنبا بيشوى أو كما يعرف بـ «وزير عدل الكنيسة»، بعد أن كان يشغل منصب رئيس لجنة محاكمة الكهنة، ويزداد تسليط الضوء عليه كلما كثرت المحاكمات الكنسية، حتى أطلق عليه البعض لقب «الرجل الحديدي» داخل الكنيسة.

أغاثون.. وظل البابا
هناك أيضا الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة بمحافظة المنيا، الذي قاد حملة توقيعات من رابطة الإكليريكية ليعطل رغبة البطريرك في رسامة الأنبا بيتر أسقف نورث كارولينا، من أجل الحفاظ على دور صديقه الأنبا مايكل الذي يحارب من أجل التجليس على إيبارشية فيرجينا وتوابعها.

هناك أيضًا السكرتير الشخصي للبابا تواضروس القس أنجيلوس، والذي ازداد قوة في الفترة الأخيرة، فهو كـ«ظل البابا»، في جميع المناسبات الرسمية وغيرها.

"نقلا عن العدد الورقي.."
الجريدة الرسمية