من هو الفاسد الذي يقصده الرئيس؟!
ربما سؤال الساعة في مصر كلها: من هو الفاسد الذي يقصده الرئيس في إجاباته أمس بندوة "اسأل الرئيس" الذي تعهد بحماية مصر منه؟ كان البحث عن الإجابة محل اجتهادات الجميع داخل قاعات المؤتمر نفسه، وبعد لحظات من انتهاء الندوة، ودقائق من ختام المؤتمر كله بل، وبين همسات الهامسين أثناء إجابة الرئيس عن السؤال.. ولذلك وإن كان الأمر كذلك، فكيف هو الحال عند عموم المصريين؟ لنَعود ونسأل..
من هو الفاسد المقصود؟ وأي فساد يقصده؟ هل هو فساد لصوصية ونهب واستغلال نفوذ؟ أم هو فساد تقاطعات مع قوى شريرة؟ أم فساد انتهازية وتحالفات مشبوهة؟ أم خليط سيئ من بين أكثر من واحدة مما سبق أو حتى ما سبق كله؟ أم أن كل احتمالاتنا السابقة غير صحيحة وأن الرئيس لا يقصد شخصا بعينه إنما يقصد فئة من الفئات عاشت على النهب وأضيرت من أداء الدولة خلال السنوات الأربع السابقة وبالتالي تحاول استعادة نفوذها لاسترداد كافة مصالحنا؟ وأنها وهي تفعل ذلك تمول وتحرض بشعار السياسة والاقتصاد وجهان لشيء واحد لا ينفصلان؟
المؤكد الوحيد -بالمنطق- أن الرئيس لا يقصد شخصا غير موجود على الساحة الآن، ولا مجموعة غير موجودة على الساحه أيضا، وأن ما تكلم عنهم وانفعل على سيرته أو سيرتهم، وبالتالي فالمقصود- في أغلب الظن الذي ليس كله آثما- شخص فاعل على الساحة الآن أو مجموعه فاعلة الآن، لذا كان التحذير من الاقتراب منه أو منها، وربما كان الاقتراب بالمصالح التي كثيرا ما تتصالح بل تتسامح وتغفر وتتعانق أيضا!
كان الراحل الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل مُحقا وهو يصف لقاء الرئيس السيسي لأول مرة، عندما قال من بين ما قال، إنه وجد "رجلا على دراية بكافة مشكلات مصر ولديه ملفات عن كل شيء في مصر".
ولذلك بعد عمر طويل ومديد وبعد أداء واجبه على الوجه الأكمل والأمثل ستكون مذكرات الرئيس السيسي الأكثر تشويقا وإثارة لرجل أدار المخابرات الحربية في فترة عصيبة جدا من تاريخ بلادنا، ثم شهادته على عصر الإرهابية وتفاصيله التي لم يعلنها أحد، ثم عام من حكم الرئيس المؤقت عدلي منصور، وماذا كان يفعل فيها، وكيف كان يرى المستقبل، ثم الدور الأمريكي فيما جرى كله وأسراره مع أوباما وهيلاري وكيري.. وكيف ساند العراق وسوريا مع الإجابة عن عشرات بل مئات الأسئلة الغامضة بإجاباتها المثيرة بل والمثيرة جدا....
أطال الله عمر الرئيس..