رئيس التحرير
عصام كامل

عبد الناصر والهند والعبارة في السفارة!


بينما نستعد للخروج من متحف جواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند الأسبق بعد جولة في ردهاته، حدثني صديق من جنوب السودان وصديقة من سوريا أنهم رأوا صورة عبد الناصر في إحدى ردهات المتحف.. الأمر الذي وجدت نفسي تلقائيا أعود للوراء لأبحث عن صورة عبد الناصر ضمن صور محدودة لزعماء كانت تجمعهم صداقة مع نهرو، وذوي تأثير في جنبات المجتمع الدولي، وبالفعل وجدتها تتصدر مجموعة صور في قصر نهرو الذي صار متحفا، فالصورة رمزية ومعبرة عن دور الزعيم المصري عبد الناصر في المجتمع الدولي..


نعم شعور مختلط ربما بالفخر بعد الناصر ابن محافظتي أسيوط الذي ترك بصمة واضحة في علاقته بالهند بل والمجتمع الدولي يقصها لي وأُناقشها مع أساتذة الإعلام والزملاء الإعلاميين والصحفيين من مختلف الدول.

وكانت فلسفة نهرو التي ترجمتها علاقاته قائمة على أن الدول العظمى تقاس بدورها في المجتمع الدولي، وليس باتساع مساحتها أو تعداد سكانها، وظلت الهند في عهده حتى الآن تدعم الدول النامية، وكتلة دول عدم الانحياز، وتسعى بكل قوة نحو التقدم التكنولوجي، وتعزيز مراكز الأبحاث العلمية بها في كافة المجالات.

وكانت علاقات الصداقة القائمة بين عبد الناصر ونهرو متينة خاصة مع التوجه الهندي نحو دعم مصر ومواقفها الراسخة تجاهها، ووضح ذلك خلال مواقفها ضد العدوان الثلاثي عام 1956، ومواقفها تجاه العدوان الإسرائيلي على مصر عام 1967، وقد استعان نهرو بعبد الناصر للتدخل كوسيط فاعل لإنهاء الأزمة بين الهند والصين، إثر قيام الصين بمهاجمة الهند عام 1962، حيث نجحت مساعي ناصر لدى الأمريكان والسوفيت للضغط على الصين لإنهاء الأزمة.

وربما الحديث عن أهمية العلاقات المصرية الهندية لم يغب حال لقائي سعادة السفير حاتم تاج الدين سفير مصر لدى الهند، الذي تشرفت بدعوته لي الإثنين الماضي، وكانت فرصة طيبة للتعرف على المساعي الطموحة التي تبذلها الدبلوماسية المصرية نحو تحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج، وانعكاس ذلك على الأوضاع الاقتصادية من استثمار وسياحة، خاصة في ظل الظروف التي يمر بها المجتمع الدولي ومنطقة الشرق الأوسط، وكان الحديث عن دور السفارة في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن مصر، وإظهار الصورة الحقيقية لمجريات الأمور، خاصة من خلال العمل التكاملي بين الخارجية وجميع الجهات المعنية، حتى يتم بث رسائل متوالية بشأن الأطروحات والموضوعات المختلفة حتى يتم التعامل في الوقت المناسب مع المشكلات أو المفاهيم الخاطئة.

الشكر موصول ومثمن للسفير حاتم تاج الدين والقنصل أحمد شعيب ولرجالات السفارة المصرية بالهند على اهتمامهم الدائم بأبناء مصر بالهند، من دارسين وزائرين وباحثين، فضلا عن مهامهم الرئيسية في خلق قنوات تواصل فاعلة مع الجانب الهندي، لتعزيز التعاون المشترك في كافة المجالات.
الجريدة الرسمية