رئيس التحرير
عصام كامل

أخصائي ترميم يكشف سر انتشار التوابيت الملونة في الحضارة الفرعونية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعد الدكتور نور محمد عبد الحميد، أخصائي ترميم الآثار بالمتحف المصري الكبير، دراسة بعنوان "تقييم تأثير بعض مواد التقوية على الطبقات اللونية المختلفة للتوابيت الخشبية مركبة الطبقات مع التطبيق العملي على أحد النماذج المختارة" التي تناول خلالها كيفية التعامل مع التوابيت الخشبية الملونة أثناء ترميمها.


وأكد "نور" في دراسته، أن التوابيت الخشبية تعتبر من بين أهم وأروع الآثار المصرية القديمة وذلك لتعدد أشكالها، ودقة صناعتها، وتعدد الخامات الداخلة في تركيبها، فضلًا على أنها تعتبر مدونات تسجيلية للأفكار والمعتقدات الدينية والجنائزية والسحرية.

وتأتي كلمة مركبة الطبقات Composite layer بوصف مادة التابوت، حيث تعبر عن تعدد الطبقات المكونة للتابوت الخشبي من مواد عضوية وأخرى غير العضوية، وكذلك مواد معتاد تواجدها وأخرى نادر تواجدها مثل تواجد طبقة من النسيج الملون أو الكارتوناج الملون أعلى التابوت الخشبي المغطى بطبقة من الجص الملون، وهذا هو المعنى المقصود من كلمة مركبة الطبقات Composite layer في هذه الدراسة.

وجرى تقسيم الدراسة إلى أربعة فصول حيث يتناول الفصل الأول "دراسة أسباب تواجد الطبقات اللونية المختلفة للتوابيت الخشبية مركبة الطبقات، وأهم مظاهر التلف لها وطرق العلاج"، ويتناول الفصل الثاني "الدراسات الأركيومترية (الفحوص والتحاليل لغطاء التابوت موضوع الدراسة والتطبيق)"، ويتناول الفصل الثالث "الدراسة التجريبية لتقييم تأثير بعض مواد التقوية على الطبقات اللونية المختلفة للتوابيت الخشبية مركبة الطبقات"، ويتناول الفصل الرابع "الدراسة التطبيقية لعلاج وترميم أحد التوابيت الخشبية الملونة مركبة الطبقات".

ويتناول الفصل الأول "دراسة أسباب تواجد الطبقات اللونية المختلفة للتوابيت الخشبية مركبة الطبقات وأهم مظاهر التلف لها وطرق العلاج"، ملقيا الضوء على أسباب تواجد التوابيت الخشبية مركبة الطبقات وتعددت أسباب تواجد التوابيت الخشبية الملونة مركبة الطبقات في الحضارة المصرية القديمة ما بين أسباب عقائدية عند المصري القديم، أو أسباب بغرض زيادة حفظ الطبقات الملونة أعلى التابوت الخشبي أو زيادة النصوص المصرية القديمة بغرض حماية المتوفى.

ومن الممكن أن تكون المقبرة صغيرة لا تستوعب كافة النصوص الدينية والسحرية الخاصة بالمتوفى أو يكون المتوفى غير قادر على صنع مقبرة وقام بدفن التابوت الخاص به مباشرة في الأرض لذا يبدأ المصري القديم بإيجاد حل ألا وهو عمل طبقات مركبة بغرض زيادة تلك النصوص أو إعادة الاستخدام في العصور القديمة أو الحديثة.

وتعتبر ندرة التوابيت الخشبية المركبة الطبقات خاصة الملونة والمغطاة بطبقة نسيجية ملونة أو غير ملونة من الأمور التي يصعب تتبع تطورها بسهولة وأسباب وجودها وكذلك أمثلة عليها.

وتناول الفصل أيضا أهم مظاهر التلف للطبقات اللونية المختلفة للتوابيت الخشبية مركبة الطبقات من خلال دراسة ميدانية لمجموعة من المتاحف المحلية والعالمية، والانتهاء من دراسة أهم طرق العلاج والصيانة.

ويتناول الفصل الثاني "الدراسات الأركيومترية (الفحوص والتحاليل لغطاء التابوت موضوع الدراسة والتطبيق)" حيث يتضمن هذا الفصل كافة الدراسات الأركيومترية لغطاء التابوت موضوع الدراسة والتطبيق حيث روعي استخدام كافة الفحوص والتحاليل بطرق غير متلفة للآثار.

واتضح استخدام خشب الأثل في بدن غطاء التابوت وأرضيه من كربونات الكالسيوم يعلوها طبقة تلوين مكونه من بالتة ألوان تحتوي على (الأزرق المصري، وأحمر الهيماتيت، وأصفر الأورينت، وخليط من أصفر الجوثيت مع الأزرق المصري لعمل الدرجة اللونية الخضراء، وخليط من أحمر الهيماتيت مع كربونات الكالسيوم لعمل الدرجة اللونية الوردية) مع وسيط عضوي ذو أصل بروتيني يشير إلى حد كبير أنه قد استخدم صفار البيض، مع طبقتين من نسيج الكتان تم تلوينهم بأسود الفحم النباتي مع وسيط الصمغ العربي.

وتناول الفصل الثالث" الدراسة التجريبية لتقييم تأثير بعض مواد التقوية على الطبقات اللونية المختلفة للتوابيت الخشبية مركبة الطبقات"ركزت الدراسة التجريبية على تقييم بعض مواد التقوية المختارة المقترح استخدامها في تقوية الطبقات الملونة على غطاء التابوت موضوع الدراسة وكذلك أسود الكربون على طبقات النسيج.

وتم الاستفادة من نتائج الدراسة الأركيومترية في تحضير العينات التجريبية وروعي الفصل أثناء التقييم بين التغيرات التي يسببها الوسيط اللوني والتغيرات التي تسببها المواد المقوية بعمل عينات مقارنة قبل التقوية وتعريضها لنفس ظروف التقادم.

وروعي تحضير ثلاث عينات لكل مادة تقوية وذلك لإمكانية الرصد الدقيق لأي تغير بعد التقادم، وقد تم استخدام مجموعة من مواد التقوية (كلوسيل E، بريمال E330s، 3. ريجاليرز 1094، خليط بين النانو سيليلوز والكلوسيل E، غراء السمك) وتم تقييم كل منهم باستخدام جهاز قياس التغير اللوني والتحليل بواسطة طيف الأشعة تحت الحمراء.

وتناول الفصل الرابع "الدراسة التطبيقية لعلاج وترميم أحد التوابيت الخشبية الملونة مركبة الطبقات "أحد أغطية التوابيت الخشبية مركبة الطبقات غير معلوم المعلومات الأثرية حيث تم إجراء دراسة أثرية حتى تم التحقق من كافة المعلومات الأثرية، وكذلك رقم التسجيل للقطعة موضوع الدراسة ثم البدء في كافة أعمال التوثيق وتشخيص مظاهر التلف ثم البدء في ترميم القطعه موضوع الدراسة والتطبيق.
الجريدة الرسمية