رئيس التحرير
عصام كامل

شيخ الأزهر "كايدهم"


ماذا يحدث في الأزهر.. سألني أحد الزملاء، فقلت "فتش عن الإخوان".. وأكملت أنه الحقد والقهر الذي يملأ قلوبهم.. الخلاصة ان الإمام الأكبر د.أحمد الطيب "كايدهم"، وشعبيته تزداد، فيما تتبدل الجماعة من سيئ إلى أسوأ.


طلب الزميل التوضيح، فرددت: عندما رفض "الأزهر الشريف" تمرير قانون "الصكوك" بسبب المثالب الكثيرة، أثيرت بعدها بساعات أزمة التسمم الأولى في المدينة الجامعية، وقام مرسي بزيارة المصابين كمن يعطي إشارة البدء لاتحاد الطلبة الذي يسيطر عليه "الإخوان" بتسييس المسألة والمطالبة بتغيير قيادة الأزهر، لكن د.الطيب "أفسد طبختهم" وعالج الأزمة بحكمة وحنكة، وأقال رئيس الجامعة، وهو المنصب الذي يسعى الإخوان للاستحواذ عليه.. هدأت الأمور بعض الشيء ولم يشر أحد إلى أن الفحص والتحليل أثبتا سلامة وصلاحية الطعام الذي تناوله آلاف الطلبة ومعهم المشرفون، وليس فقط من أصيب بأعراض التسمم.

وما هي إلا أيام حتى تكرر المشهد بحذافيره من جديد، وعادت مظاهرات اتحاد الطلبة "الإخواني" تطالب بتغيير شيخ الأزهر، بعد دقائق من إصابة بعض الطلبة بأعراض قد لا تكون تسمما غذائيا.

لكن.. ألم يسأل أحد؛ لماذا لم يتسمم أكثر من 10 آلاف طالب في المدينة ممن تناولوا الطعام نفسه؟!، وأيضا لماذا يتفاعل مرسي مع "دبة النملة" في الأزهر، ولا يحرك ساكنا في قتل وإصابة طلبة جامعات عين شمس والقاهرة وحلوان ومصر الدولية والمنصورة، ممن سالت دماؤهم بالخرطوش والسلاح الأبيض..

 ولمن عميت قلوبهم أقول إن التعليم في مصر خضع لجماعة الإخوان وانتهى أمره، بينما الأزهر مازال عصيا عليهم، والجماعة لا تطيق صبرا وتريد التعجيل بأخونته أو جعل القرضاوي "العميل" إماما أكبر مكافأة على جهوده لإيصالهم للحكم.

ولا يفوتني هنا الإشارة إلى توقيت حدوث "مسرحية" التسمم الثانية، لأنها محاولة بائسة للتقليل من زهو نجاح غير مسبوق حققه الإمام الأكبر في جولته الخليجية، التي أثبت معها أن الأزهر سيظل قوة مصر الناعمة وبمقدوره إصلاح ما أفسده نظام الحكم "الفاشي"، كما أن بدء الجولة من "السعودية" ثم "البحرين" يحمل مغزى عميقا، فالسعودية بلد الحرمين الشريفين ولديها حساسية كبيرة من ممارسات إيران الصفوية، أما البحرين فتشهد اضطرابات مذهبية تؤججها إيران كي تستحوذ عليها، وجاء الطيب ليؤكد للمسئولين في المملكتين أن الأزهر الشريف كان وسيظل القلعة الحصينة وحامى الشريعة والمدافع الأول عن أهل السنة.

وأنه يرفض التدخل الإيراني في شئون دول الخليج، وأن وحدة الشعوب الإسلامية هي الأساس لكل قوة حقيقية تجمع ولا تفرق تدوم ولا تنقطع.. وقد وجد حديث د.الطيب ارتياحا وصدى واسعا بعد استقباله بحفاوة بالغة، وحين انتقل فضيلته إلى "الإمارات" لحضور حفل تتويجه "شخصية العام" لمواقفه الداعمة للقضايا الإسلامية والعربية، النابعة من المكانة العالية التي يتبوأها الأزهر الشريف، كمنارة علمية ودينية تنشر قيم الإسلام في الاعتدال والتسامح والسلام والمحبة، في مواجهة دعاة الغلو والتشدد والتطرف.


وفي موقف يعكس التقدير الإماراتي والتقدير العميق لشيخ الأزهر، قرر رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد إطلاق سراح 103 مصريين محكومين بالسجن في قضايا مالية وتكفل بدفع ديونهم، إكراما لفضيلة الشيخ الطيب.

وفي الإمارات اعتبر شيخ الأزهر أن "التمدد المذهبي الشيعي في العالم العربي بوجه عام وفي مصر بوجه خاص، عدواناً على مذاهب أهل السنة، وأن الأزهر سيقف فكرياً وعلمياً ضد أي محاولة لاختراق الحزام السني في أي بلد عربي وإسلامي.

وعند الحديث عن "أخونة" الأزهر أوضح الطيب أن "الأزهر بطبيعة تكوينه ومناهج تعليمه عصي على الذوبان في حزب أو جماعة أو فصيل، والأزهر دائماً في موقع القيادة وليس في موقف التبعية وسيظل حصن الوسطية الإسلامية".

هذا هو شيخ الأزهر، الإمام الأكبر لنحو مليار ونصف المليار مسلم سني حول العالم، وصاحب القيم والمبادئ الثابتة، أما جماعة الفتن والمؤمرات فينتظرها يوم قريب سيكون فيه الحساب عسيرا.

الجريدة الرسمية