رئيس التحرير
عصام كامل

ألعاب أطفال نويبع «مُتعة وفرحة على الفطرة» (صور)

فيتو

"من سمع ليس كمن رأى".. الكتابة عن الطبيعة تكون وجبة طازجة، صالحة للاستخدام عندما تحيط بك، تكتب عنها بعدما  تستمتع روحك بروعتها، الهواء يتحول لـ"أحرف".. والجمال تحاول أن تترجمه الكلمات.. هكذا يمكن الحديث عن "نويبع".. أرض السحر والجمال وبقعة من الوطن يتجلى فيها إبداع الخالق، مدينة بمحافظة جنوب سيناء يغلفها جمال الطبيعة الذي لم تصل إليه يد الإنسان ليعبث بها.


أما أهلها فهم بسطاء.. لا يمتلكون من الدنيا إلا "ميراث المتعة".. ولا يحلمون إلا بالأجمل الذي تحمله شمس اليوم الجديد، كما توارثوا أسماءهم، توارثوا ثقافتهم، وعاداتهم وألعابهم، لا مكان على أرضهم العفية النقية، لـ"فوضى التكنولوجيا"، وكذلك أطفالهم الذين لا تزال أوقاتهم مملوءة بألعاب أصبحت بالنسبة لأبناء المدن في خبر كان، ألعاب شعبية توارثتها الأجيال وكانت وسيلة تسلية للمصريين منذ قديم الزمان.. قبيل أن يقعوا في فخ نداهة "الشاشة الذكية".

ألعاب أطفال نويبع.. متعة على "الفطرة"

عدد معين من قطع الطوب والحجارة.. مساحة صغيرة على الأرض يتم تقسيمها إلى 3 مربعات أفقية ورأسية يطلق عليها "عيون"، أما الحجارة فيطلق عليها اللاعبون مصطلح "كلاب".. هكذا تكون لعبة "السيجة" التي ترجع جذورها إلى قديم الأزل وحتى اسمها في حد ذاته يُشاع أنه مستمد من اللغة المصرية القديمة.

تبدأ اللعبة برص الكلاب على العيون، وهى الخطوة الأساسية في اللعبة، فالرص ليس عشوائيًا بل يجب أن يتناسب مع خطة كل لاعب يريد أن ينفذها، ولا يتحرك كلب السيجة إلا حركة واحدة إما بالطول أو العرض، ويصبح ميتًا حينما تتم محاصرته بين كلبين من كلاب الخصم وحينها يكون موعد خروجه من اللعبة وانتصار غريمه ووقت فرحته التي يعبر عنها كما يحلو له فوق الرمال الذهبية.

قفزة في الهواء.. من الفرحة 

قائمة "ألعاب المتعة" تضم إلى جوار "السيجة".. لعبة "البلي".. تلك الكرات الملونة التي عادة ما تكون اللعبة المفضلة للصبية أكثر من الفتيات، حيث يجتمع الأصدقاء سويًا فوق الرمال استعدادًا لممارسة واحدة من أكثر اللعب المفضلة إلى قلوبهم البريئة النقية.

لعبة وجمهور.. مين يسبق؟

ويلعب الصغار هذه اللعبة بأكثر من طريقة، إما اللعب بكرات البلي على نطاق واسع برسم مثلث يتم فيه وضع عدد من البلي ويقف اللاعبون بعيدًا عن المثلث ويضعون كرة واحدة فقط في مركز التصويب ويبدءون في التصويب واحدًا تلو الآخر على مجموعة البلي في المثلث وأى "بلية" تخرج من المثلث تصبح ملكًا للذى أخرجها وهذا أيضًا يعنى أنه اكتسب نقطة على حساب زملائه.

وضع الاستعداد قبل خطوة البداية

كما يلعبها الصغار أيضًا برسم دائرة في الرمال وحينها يحاول كل لاعب إخراج البلي الخاص باللاعبين الآخرين من الدائرة، أو يلعبون بها عن طريق إلقائها في حفرة بالأرض.
تركيز وتخطيط وفن وتكتيك

وهناك "الحجلة" وهى اللعبة التي يعرفها أبناء المدن بـ"الأولى"، ويرجع مسمى الحجلة إلى الفعل "حجل" أي رفع قدم وسار على قدم واحدة، والتي يقوم فيها الصغار برسم مربعات على الأرض، ثم يضع اللاعب الحجر على أول مربع ويحاول دفعه إلى المربع التالى له بواسطة قدم واحدة، بينما يرفع الأخرى لضمان عدم ملامستها الأرض، ويستكمل القفز على المربعات التالية حتى يعود من جديد إلى نقطة البداية.

"الحجلة".. بداية المتعة 

ومن قوانين "الحجلة" ألا يقف اللاعب على الخط الذي يفصل بين المربعات وعدم ملامسة قدمه المرتفعة الأرض وفى حالة إخراجه للحجر عن المربع المفترض إلقاؤه إليه يكون اللاعب خاسرا ويحق لزميله أن يحل محله.

قفزة بخفة ودلع

أما "القال"، فهى لعبة أخرى يلعبها أطفال نويبع واسم اللعبة يعني الحجارة الصغيرة، وتعتمد بصورة أساسية على خفة الحركة ورمى الأحجار، ويستخدم فيها اللاعب خمسة أحجار، وتتم "القال" بوضع أربعة من الأحجار على الأرض مع إمساك اللاعب بواحدة فقط في اليد، ويرمى الحجر الذي في يده إلى أعلى ويستبدله بآخر من الأرض أو باثنين، وتستمر اللعبة بهذه الطريقة، وفى حالة سقوط الحجر فهذا يعني الخسارة وأنه قد حان دور لاعب آخر.

لمسة بخفة وخبرة ومهارة 

أما لعبة "الطوق"، فهى وسيلة أخرى لتسلية أطفال نويبع، لا تمارس إلا فوق رمال الصحراء وتحت أشعة الشمس الذهبية، حيث يركض الأطفال خلف "إطار" سيارة في مرح وانطلاق.

 التسلية.. بـ "الطوق"

وكرة القدم بطبيعة الحال من أهم الألعاب التي لا يستغنى عنها الصغار ويقضون من أوقاتهم ساعات في ممارستها والاستمتاع بلعبها، فهى اللعبة الأولى على رأس قائمة صبية نويبع ويجتمعون جميعهم على حبها.

مراوغة وابتسامة و"حاجات كتير ياما"

لا طعم لممارسة الصغار لكرة القدم إلا بأقدام عارية فوق الرمال الذهبية الملتهبة من أشعة الشمس، ينطلقون بالكرة غير عابئين بشىء سوى بالسعادة والفرحة والانبساط، يرضون بما في أيديهم بالرغم من أن ملعب "النجيلة" الأخضر لا يزال يراود أحلامهم من حين لآخر.

 الساحرة المستديرة.. عشق لا ينتهي 

أما الجميلات الصغيرات فيسعدن بركوب الدراجات ومن حولهن الجبال والطبيعة الساحرة، مطلقات لأقدامهن العنان ويتجولن في أرجاء المدينة الهادئة إلا من الطبيعة وأصواتها ومؤثراتها.

متعة في قلب الطبيعة وسحرها
الجريدة الرسمية