عبدالرحمن البر.. شيخ الأزهر الكارثى!
عندما يكرر الدكتور عبدالرحمن البر، شيخ الإخوان ومرشحهم للوصول إلى رئاسة جامعة الأزهر فتواه بتحريم تهنئة الأقباط بأعيادهم، فلتتأكد أن تهنئتك لإخواننا الأقباط أمر مأجور، وعندما يقول رفيق له سابق فى نفس الجماعة نفس الكلام، فإن الأمر يحتاج إلى دراسة عدم إدخال طلاب الإخوان إلى الجامعة العريقة، إذ أن أمثال البر الذى ليس له من اسمه نصيب يسيئون إلى إسلامنا الذى حمله عمرو بن العاص إلى ديارنا، والذى عمم منشورا أقر فيه بالأمان للأب بنيامين المضطهد من الرومان وقت دخول عمرو لمصر.
وقبل أن نمر على الفتوى مرورا سطحيا، لنا أن نتصور مصر إذا ما تمت أخونة الأزهر وأصبح أمثال البر شيوخا له.. أعتقد حينها أنهم سيكونون شيوخا كارثيين على أمتنا، ومن أجل ذلك لابد أن نوقفهم عند حدودهم التى ما برحوها طوال ثمانين عاما إلا هذه الأيام.
عندما يقول الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الجبهة السلفية إنه يرحب بالعلاقات مع إسرائيل ويرفض العلاقات مع إيران، لأن إيران تخطط لنشر المذهب الشيعى، بينما اليهود لا يفعلون ذلك فلابد أن تدرك أنهم جميعا ينهلون من نفس المعين، وكل إناء ينضح بما فيه.
والطريف أن برهامى قال «إن إيران ترى مصر ميراثا لها، وإن تشيع مصر مستحيل، لأن العقيدة السنية فى مصر قوية وليست هشة»، وهو ما يناقض نفسه بنفسه، فإذا كانت العقيدة السنية قوية فما الذى يخيف الشيخ على مصر لمجرد إقامة علاقات طبيعية مع إيران المسلمة، بينما لا يجد خطرا فى العلاقات مع إسرائيل.. ألا ترون أننا أمام منعطف خطير، وعنصرية أخطر ترفض الناس رفضا لمذاهبها، وتقبل العدو قبولا لدينها، أو لموقفها من الدين.
لم يكن ياسر برهامى هو الوحيد الذى قال ما قال وإنما سبقه كثيرون، وهم بما يقولون إنما يتشابهون مع من يقولون إن خطر الإخوان على مصر أكبر من خطر إسرائيل، وهكذا فى عصر ما بعد ثورة راح ضحيتها آلاف من شبابنا، تحول العدو إلى صديق، والمسلم إلى عدو، أما المسيحى فإنه لا يجوز تهنئته بالعيد فى عرف برهامى ورفاقه، حتى لو كان ذلك المسيحى شريكا فى الوطن.
إننا أمام مجموعة قيمية جديدة يتبدل فيها الباطل حقا، والحق باطلا، ويصبح فيها الشيخ المعمم أهم من الدبلوماسى فى وضع السياسة الخارجية، ويصبح فيها حجم اللحية أهم من شرط مهارة الطبيب فى غرفة العمليات الجراحية، أما الخطيب المفوه فهو القائد الملهم لكتيبة من جنودنا على حدود القتال.
ولا أظن أن العيب فى هؤلاء الذين ينطقون سطحية، ويتكلمون سذاجة، ويثيرون لهيب النار، ليأكل وحدة وطنية أرسخ من كذبهم، ويشوه عقائد دينية أقدم من وجودهم، وإنما العيب فيمن يتناول ذلك دون الرد عليه أو إهماله، خاصة أن الأيام أثبتت أن ظهور هؤلاء كان أكبر خطر يهدد وداعتنا الوطنية ووسطيتنا الدينية، حيث قالوا من الإسلام ما لم يقله عباقرة سبقوهم دافعوا بأفكارهم المستنيرة عن إسلام بلا تعصب، وغرسوا الأرض الطيبة بإسهاماتهم، فكان غرسهم ريحانا وطيبا، بينما زرع هؤلاء الخوف، ولن نحصد من ورائهم إلا ثمار الزقوم إن كان لها ثمار!!
ومن عجب، أن هؤلاء لم يقرأوا سلاسل التقريب بين المذاهب، ولم يقرأوا تاريخ الدم المشترك داخل الوطن الواحد، وصنعوا لهم دينا جديدا يميل إلى الطغيان، والجبروت، والتهميش، والإقصاء، وإغلاق العقل، واعتبار بنيامين نتنياهو صديقا، بينما أحمدى نجاد عدوا أخطر علينا من نتنياهو، حتى وهو متورط فى قتلنا وقتل أبنائنا فى فلسطين المحتلة.. وأمام هذا السيل من الغث لا يملك كل محتل صهيونى إلا أن يفرح ببرهامى، وكل برهامى يصنعه الانغلاق، وتوجهه التبعية، وليس أمامنا إلا أن نردد: "يا أغلى اسم فى الوجود.. يا نتنياهو"!