رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط: 300 ألف فلسطيني يمارسون كل يوم صمودًا أسطوريًا

أحمد أبو الغيط، الأمين
أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية

أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن القضية الفلسطينية أكبر من أن تُحصر في المجال الرسمي أو أن تحمل لواءها الحكومات وحدها لأن القدس قضية كل عربي، مسلمًا كان أو مسيحيًا.


وأوضح خلال كلمته اليوم أمـــام مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس أنه يتعين على القوى الحية في هذه الأمة أن تحتضن هذه القضية احتضانًا كاملًا، وأن تحتشد لها، وتنافح عنها.

وقال: "لا أملُّ من التذكير بأن القدس، على ما تنطوي عليه من معنى رمزي وما تمثله من مغزى روحي، ليست مدينة في الخيال، وإنما هي واقعٌ من روح ودم يسكنها بشرٌ يرزحون تحت نير واحدٍ من أشد أشكال الاستعمار بطشًا وقسوة، وأكثرها إمعانًا في التنكيل".

وأضاف: "في القدس نحو ثلاثمائة ألف فلسطيني يمارسون كل يوم صمودًا أسطوريًا ووجودهم في المدينة هو العنوان الحقيقي على عروبتها.. صمودهم شرفٌ على جبين هذه الأمة.. استمساكهم بالأرض وصلاتهم في الأقصى هو ما يحول بين المحتل الغاشم وبين تحقيق مخططاته لتهويد المدينة".

وتابع: "لدى إسرائيل سياسة مُمنهجة لتهميش الوجود العربي في المدينة وحصاره، عبر منع تصاريح البناء لتحجيم النمو العمراني الطبيعي، وسحب الهويات وعدم تجديدها، وزرع المستوطنات بين مدينة القدس وبقية مناطق الضفة الغربية، بل وفي قلب الأحياء العربية في القدس، فضلًا عن المخططات الخطيرة للحفر أسفل المسجد الأقصى بحثًا عن الهيكل المزعوم وإدخال جماعات من اليهود المتطرفين كل يوم إلى باحات المسجد الأقصى بحجة الصلاة وانتهاءً بالقانون الباطل المدعو القدس الموحدة الذي صادق عليه الكنيست الإسرائيلي".

وأشار إلى أن ما يسمى بقانون القدس موحدة هو الحلقة الأخيرة في سلسلة من القرارات والإجراءات والقوانين العنصرية التي تهدف إلى إجراء عمليات تهجير قسري للمقدسيين، من أجل الإبقاء على أغلبية يهودية في المدينة.

وشدد على أن مساندة المقدسيين هو واجبٌ على كل عربي ومسلم وقد تعهد الوزراء العرب في القرار الذي تبنوه في 9 ديسمبر الماضي بزيادة موارد صندوقي القدس والأقصى دعمًا لصمود الفلسطينيين الأبطال "المرابطين على أرضهم والمتمسكين بمبادئهم".

وقال: "إنني أدعو الجميع - من على هذه المنصة الكريمة ذات الاحترام الكبير والتأثير الواسع في العالمين العربي والإسلامي- إلى حشد الموارد المالية لهذين الصندوقين.. إن نصرة الأقصى لا تتم سوى بنصرة أهله.. ونصرة أهل القدس لا تتحقق بالكلمات ولا تتأتى بالأمنيات، وإنما بعملٍ منهجي من أجل دعم وجودهم في المدينة، وتعزيز نضالهم اليومي من أجل تحدي الاحتلال وإفساد مخططاته".

وركز على أنه واهمٌ من يظن أن وضعية القدس ومكانتها يُمكن أن تتغير بقرارٍ أو إجراء، وقال: "مخطئٌ من يعتقد أن انتزاع القدس من وعي المسلمين والعرب هو أمرٌ ممكن، وأضاف إن قضية القدس لن تموت ما بقيت حية في الوعي والوجدان".

وقال إن للأزهر دورًا أساسيًا في تحصين وعي الأجيال من أي عبث بهذه القضية المهمة، وفي صيانة هذا الوعي من أي تشويه أو تحريف وأضاف: "كلنا ثقة في أن الأزهر – كما هو العهد به – لن يُضيع القضية ولن يخذل القدس أبدًا".
الجريدة الرسمية