رئيس التحرير
عصام كامل

السعادة المنقوصة


لعل الضغوط التي تحاصرنا قد أثرت على تصرفاتنا من ناحية فأصبح السلوك غير مستقر وغير قادر على التحمل لتصبح أبسط المشكلات أكثرها تعقيدا في لحظات معدودة ومن ناحية أخرى قد أثرت على السلام النفسي لنا حتى شوهت المشاعر والأحاسيس وأصبحت مشاعرنا مشوشة وأحاسيسنا نالها من التبلد الكثير.


ولعل الضحكة المنقوصة هى السائدة الآن، وهى الضحكة التي ارتدت ثوب الأحزان وبدلا من تنشر الإيجابية أصبحت للأسف تنشر السلبية.

كيف يمكن لنا أن نشعر بالسعادة وسط كل هذه الضغوط مهما بحثنا في نفوسنا عن منابع السعادة لنوهم أنفسنا أننا سعداء إلا أن تأثير ما يحيط بنا أقوى بكثير من وهمنا لأنفسنا فكل الأخبار التي تستقبلها حواسنا لا تبعث على السعادة.

وكانت النتيجة هي تناقضات المشاعر ولهذا لم يعد الضحك من مظاهر السعادة ولم يعد الصمت من مظاهر الحزن فكم من ضحكة ليس لها طعم أو كانت مجاملة للآخرين أو كانت سخرية منهم.

وحتي إن كانت حقيقية لم تعد ضحكة صافية لأن كل المشاعر نالها ما نالها من الحذر والترقب وأصبح الإنسان كمن يعيش في البرية يخشى الوحوش والذئاب ولديه من الشك ما يحول بينه وبين الاستمتاع بحياته.

لقد أفسدنا حياتنا بأيدينا ولعل مشاعر الترقب والحذر هي أكثر ما يؤثر على سعادتنا فهي من جعلت السعادة منقوصة ومظاهرها أيضا.

ليتنا نستمتع بسعادتنا كما يجب أن تكون ونساهم في إسعاد الآخرين ورسم البسمة على وجوههم أو بالعمل على تخفيف أحمالهم أو برحمتهم أو حتى بلقائهم بوجه طلق بشوش.

علينا بالبحث عما يسعد من حولنا وإن تحملنا في ذلك الكثير من الجهد أو المال أو العمل حتي ننشر روح الإيجابية في البيئة المحيطة بنا وتستبدل مشاعر التشاؤم والقلق إلى مشاعر التفاؤل والاستقرار.

لكل عمل جزاء ولعل الجزاء الأوفى هو الجزاء الإلهى الذي ربط الصدقات بالبسمات فجعل تبسمك في وجه أخيك صدقة تفتح قنوات الاتصال وتمنع الريبة والشك وتخفف عنه وتفتح له أبواب القبول ولها من رد الفعل بسمة أخرى.

فدعم الآخرين أساسي في هذه الحياة حتى نعيش فى أمن اجتماعى واستقرار نفسى دون خوف أو قلق ونحو مستقبل أفضل تكون نواته الأساسية هي الإيجابية أينما كنا وكيفما كنا. علينا أن نبحث عن الورود وسط الأشواك ولو جرحت أيدينا.. فالهدف أسمى ما يكون.

الجريدة الرسمية