كمال أبوعيطة "مؤذن الثورة".. حاصل على ليسانسى الآداب والحقوق.. 60 عامًا من الكفاح ضد الأنظمة الفاسدة.. قاد اضرابي موظفي الضرائب فى 2007 و2008.. يصفه المفكرون بـ"هتيف المظاهرات"
كمال أبو عيطة.. واحد من القيادات المصرية البارزة على الساحة العمالية، عرف بنضاله ومعارضته للنظام السابق وهاجمه من خلال عضويته في مجلس الشعب عن حزب الكرامة، وحين قامت ثورة يناير كان من أبرز المشاركين فيها، بل انه لم يغادر ميدان التحرير حتى رحل مبارك، وما زال يعارض النظام الحالي لجماعة الإخوان المسلمين حتي بعد بلوغه سن الـ60 عامًا فى مارس الماضي.
وأبو عيطة مناضل مصري ناصري الهوى، ولد ببولاق الدكرور، فى الأول من مارس عام 1953، حيث تخرج فى كلية الآداب قسم الفلسفة وعلم النفس عام 1976 بجامعة القاهرة، ثم حصل على ليسانس الحقوق عام 2005.
وعلى الرغم من الاتهامات التى وجهت إليه بتلقي تمويل من الخارج، إلا أنه لم يظهر عليه أى علامات الثراء؛ ولكنه لا يظهر إلا في شكل العامل المصري متوسط الحال، حتى مقر الاتحاد الذي يرأٍسه بالسيدة زينب لا يعبر عن تلقيه أى تمويلات من الخارج، وما زال صامدا ولا يتواني لحظة في الوقوف بجانب أى عامل مهما كان انتماؤه وفي أى مكان.
قاد أبوعيطة العديد من الإضرابات العمالية والنقابية، وكان أشهرها اعتصام موظفي الضرائب العقارية أمام مجلس الوزراء في آخر عام 2007 ومطلع عام 2008، مطالبين بمساواتهم بباقي موظفي الضرائب، وبعدها أسس أول نقابة مستقلة للضرائب العقارية، حيث كانت البداية لظهور النقابات المستقلة في مصر والتي كان لها أثر كبير في الحركة العمالية، وبرز دورها في ثورة يناير وكان العمال مشاركين بشكل واضح ومؤثر .
شغل أبو عيطة مدير عام مصلحة الضرائب العقارية بالجيزة حتى أحيل للمعاش في مارس الماضي، وهو قيادي وأحد مؤسسي حزب الكرامة مع المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي، كما أسس اللجنة القومية للدفاع عن حقوق العمال والفلاحين، وكان الأمين العام للجنة الدفاع عن سجناء الرأي.
الكثيرون لم يختلفوا على مواقفه الوطنية والنضالية، فقد وصفه المفكر الراحل محمد عوده بأنه "مؤذن الثورة" و"ضمير الناس"، كما عرف أيضا بـ"هتيف المظاهرات" و"الثائر السياسي" و"الموظف والنقابي".
عرض عليه الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال برئاسة الفريق أحمد شفيق التى شكلها مبارك لامتصاص غضب الثوار والتى لم تستمر طويلا، منصب وزير القوي العاملة والهجرة، إلا أنه رفض وآثر البقاء بميدان التحرير إصرارا منه على إسقاط نظام مبارك حتى تحقق في 11 فبراير 2011 .
وفى الوقت الذى واصل أبوعيطة معارضة خالد الأزهري وزير القوي العاملة والهجرة الإخواني، إلا أنه لم يتأخر عن المشاركة في الحوار المجتمعي الذي دعت إليه الوزارة لبحث قانون الحريات النقابية، وإمكانية إجراء الانتخابات العمالية أو تأجيلها، ولم يتم الانتهاء من هذا الحوار والوصول إلى موقف موحد حتى الآن.
رفض كمال أبوعيطة رئيس الاتحاد المصري للنقابات المستقلة المشاركة في الاحتفالات الرسمية لعيد العمال الثالث بعد الثورة الذي أقيم في القصر الجمهوري بمشاركة الرئيس محمد مرسي وعدد من رجال الدولة، مصرا على الاحتفال في ميادين مصر تأكيدا على مطالب العمال والثورة، بل إنه وصف الاحتفال بالقصر الجمهوري بأنه انتهاك لحقوق العمال؛ لأن المعروف أن الرئيس هو الذي يذهب للعمال في مكان احتفالهم وليس العكس.