رئيس التحرير
عصام كامل

التجربة الدنماركية.. والمشكلة المصرية


الدنمارك دولة إسكندنافية صغيرة، تعدادها نحو ستة ملايين، وهي من دول العالم الأول "البهوات"، وثلثا أرضها مزارع، وتستورد الطاقة التي تحتاجها من النرويج والسويد وألمانيا، لكنها قررت ألا تعتمد إلا على نفسها في إنتاج الطاقة التي تستهلكها وقد كان..


والمعروف أن إنتاج الألبان الدنماركي يباع في كل العالم، وله سمعة تجارية طيبة.

فكرت الدولة في استغلال الرياح في إنتاج الطاقة البديلة النظيفة، واستطاعت أن تحول طاقة الرياح المجانية إلى طاقة كهربائية لازمة لتشغيل المصانع وإنارة المساكن بنسبة لا بأس بها تصل إلى ٤٠٪؜، على أن تصل إلى نسبة ٥٠٪؜ بحلول عام ٢٠٣٠، وأن يتوقف استخدام الوقود تمامًا بحلول العام ٢٠٥٠، وهذا في حد ذاته إنجاز رائع للدولة لمصلحة شعبها في كل المجالات.

كانت الدنمارك تستورد كل احتياجاتها من الطاقة من دول الجوار، لكنها قررت الاعتماد على علمائها ومهندسيها في الاكتفاء الذاتي من الطاقة، بل من مصادر الطاقة البديلة النظيفة لصالح شعبها، وهذا تطلب الإرادة أولا ثم استغلال ما يمكن من العلم والمعرفة والتكنولوجيا لإنجاز هذا العمل، ونجحت في استخراج نحو ٤٠٪؜ مما تحتاجه وخطة للمستقبل للوصول إلى ١٠٠٪..

فهل لنا أن ندرس التجربة الدنماركية البسيطة في مجال الطاقة، لا في مجال هز الوسط كما في فيلم التجربة الدنماركية؟! مصر أكبر بكثير من الدنمارك ولدينا العلماء والمهندسون والفنيون وخلافه، ونتمتع بالشمس الساطعة والمساحات الشاسعة والرياح، صحيح عندنا محطات الكهرباء من قناطر أسيوط وغيرها التي تعمل بالوقود الذي يسبب التلوث، فهل نلحق بالركب العالمي والتكنولوجيا الحديثة لضبط وتخفيف التلوث خصوصًا في المحطات النووية التي على وشك البدء.. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الجريدة الرسمية