رئيس التحرير
عصام كامل

الملافظ سعد يا معالي الوزير!


اعتاد عامة المصريين أن يقولوا لمن لا يضبط كلامه ويندفع فيه لدرجة إيذاء الآخرين بلسانه: الملافظ سعد.. أي أن الكلام يجب الا يؤذي لكن يسعد الآخرين!.. ويبدو أن أكثر من يحتاجون هذا التنبيه أو التحذير الشعبي هم المسئولين الذين يخاصمون السياسة أو بالأصح تخاصمهم السياسة عندما يتكلمون وعندما يتصرفون ويتخذون قرارات..


فما قاله اللواء أبو بكر الجندي بعد ساعات فقط من توليه مسئولية وزارة الحكم المحلي حول أهل الصعيد والعشوائيات كان يمكن أن يقوله بالعديد من الصياغات المختلفة التي لا تثير غضب وضيق الصعايدة، وجعلته مضطرا للاعتذار أكثر من مرة، وتوضيح تصريحاته بتصريحات أخرى جديدة، بل وإصدار مجلس الوزراء بيانا يعلن تقديره لأهل الصعيد لاحتواء غضبهم..

لكن المشكلة تكمن هنا في الاندفاع وعدم التريث وضبط الكلام.. وهذا سبق أن دفع ثمنه مسئولون ثمنه غاليا، عندما فقدوا مناصبهم بسبب تصريحات غير منضبطة أثارت غضبا، وكان آخرهم وزيرا سابقا للعدل.

وهذا لا يمكن أن نجده في الوزير أو المحافظ الذي يمتلك حسا سياسيا.. من يمتلك هذا الحس قادر على أن يصيغ كلامه بطريقة تضمن له أن يقول ما يشاء وفي الوقت ذاته لا يحتمل الالتباس أو الفهم المغلوط أو يثير غضب البعض.. وإذا كنّا احتجنا لأكاديمية لتدريب الشباب على تحمل المسئولية، فإننا يبدو أننا نحتاج لتدريب الوزراء والمسؤولين على مخاطبة الناس والرأي العام.. وطوبى لمن يمتلكون حسا سياسيا من وزرائنا ومحافظينا!
الجريدة الرسمية