رئيس التحرير
عصام كامل

الإيكونوميست: صفقة السلام بين تركيا والأكراد تصب فى صالح أردوغان

رئيس الوزراء التركي
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان

اعتبرت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية صفقة السلام المعلن عنها مؤخرا بين تركيا وحزب العمال الكردستاني الانفصالي، بمثابة تحول استراتيجي في صراعهما الطويل سيكون له مردودات ضخمة على الجانبين.


ولفتت المجلة - في تعليق عبر موقعها الإلكتروني أمس - إلى إعلان حزب العمال الكردستاني وقفا فوريا لإطلاق النار وحشد القوى على الصعيد السوري حيث بدأ في صراع ضد قوى موالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما اعتبرته المجلة بمثابة ضربة استراتيجية سديدة تصب في صالح أردوغان الذي أعلن صراحة عن دعمه للمعارضة المسلحة ضد الدكتاتور السوري.

ورأت "الإيكونوميست" أن هذه الخطوة إذا ما تمت فسيكون لها مردودات ضخمة على كلا الجانبين؛ إذ سيقترب الأكراد من تحقيق حلم الاستقلال الذي ناضلوا في سبيله زهاء 29 عاما من الصراع المسلح، كما سيزيل السلام مع الأكراد واحدا من أكبر العوائق على صعيد الإصلاح الديمقراطي في تركيا، وهو ما ييسر -نظريا- انضمام الدولة التركية إلى الاتحاد الأوروبي، كما سينعش الطموح التركي إقليميا، بالإضافة إلى زيادة رصيد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سياسيا.

وأشارت المجلة البريطانية إلى وقوف الأكراد حتى وقت قريب في صف الأسد الذي منحهم الصيف الماضي نفوذا على قطاع من المدن الكردية على طول الحدود مع تركيا وهو ما دق جرس الإنذار وقتها في أنقرة. ورجحت المجلة أن يكون هذا التحول في الموقف الكردي على الصعيد السوري جزءا من الصفقة التركية المبرمة مع زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان.

ورأت "الإيكونوميست" أن السؤال الأصعب الذي تطرحه هذه الصفقة يتعلق بالتوقيت؛ متسائلة عما إذا كان في استطاعة أردوجان المخاطرة بتأجيج نوازع قومية قبل الانتخابات البلدية المزمعة في مارس 2014، مشيرة إلى أن أداء حزب "العدالة والتنمية" التركي
سيكون بمثابة مقياس مهم لمدى نجاح أردوجان في دفع عملية السلام دونما المخاطرة بشعبية الحزب.

ورجحت المجلة في هذا الصدد، أن يؤدي انسحاب حزب العمال الكردستاني إلى الحد من قدرة المخربين على إفشال عملية السلام، وهو ما سيتيح لحزب "العدالة والتنمية" فرصة ادعاء النجاح في إنهاء عقود من إراقة الدماء، ومن ثم حشد مزيد من الشعبية الانتخابية.

وعلى الجانب الكردي، رجحت المجلة أن يساعد وقف القتال، حزب العمال الكردستاني على إعادة تجميع الصفوف وتعزيز وحدتها، بينما تتقدم قواته بخطى أكثر ثباتا على الجبهة السورية.
الجريدة الرسمية