رئيس التحرير
عصام كامل

براءة محافظ المنوفية!!


لا يزال الدكتور هشام عبد الباسط، محافظ المنوفية المقبوض عليه بتهمة الرشوة مجرد متهم، قد تبرئه ساحة القضاء وقد تدينه وهو في عرف القانون بريء حتى تثبت إدانته، ونتمنى له البراءة، إذ أن إضافة مواطن صالح أفضل بكثير من خصم مواطن ليصبح في الخانة الأخرى.. أقول ذلك لأن المتهم الذي لا أعرفه ولم ألتق به هو في النهاية إنسان لديه أسرة وجيران وزملاء ومجتمع يحيط به، والأولى بنا أن نتابع هذه القضية وفق أبجديات حقوق المتهم المتعارف عليها دون الإيحاء بأن الرجل مذنب.


من يقرأ الحالة الوظيفية للدكتور هشام عبد الباسط يلفت نظره إلى اجتهاده في الدراسة وحصوله على أكثر من دكتوراه، وأيضا حرصه الشديد على متابعة كل ما هو جديد في علم الإدارة، والمتابعة من خلال دورات تدريبية متنوعة كان طرفا فيها طوال عمله الوظيفي بالمحليات، كما شغل عدة وظائف مهمة في الإدارة المحلية، ومن الواضح أن تاريخه الوظيفي كان واحدا من أهم مؤهلات ترشيحه ليصبح محافظا.

والسؤال: هل يتحول المرء إلى فاسد بين لحظة وأخرى؟.. هل هذه هي أول جريمة يرتكبها هذا الرجل -إذا ثبتت إدانته- في حياته الوظيفية؟.. ألم يخضع هشام عبد الباسط لتدقيق وتمحيص وفحص من أجهزة الدولة الأمنية والرقابية ومن بينها الرقابة الإدارية التي تحرص على إعداد ملفات صلاحية أو عدم صلاحية عند ترشح الشخصيات لتولى وظائف مهمة ومن بينها وظيفة المحافظ؟

وهل تتورط أجهزة أمنية في "تستيف" الأوراق وإعداد التقارير ثم تكتشف فجأة أن المسئول فاسد؟ وماهى فائدة إعداد تقارير رقابية عن المرشحين إذا كانت تلك التقارير مجرد حبر على ورق ولم تبذل فيها جهودا حقيقية للوقوف على التفاصيل ودقائق الأمور في حياة المرشح وظيفيا وأخلاقيا ومهنيا؟.. الأمر يحتاج إلى صراحة مع النفس حتى تكون الاختيارات مبنية على حقائق وليس مجرد تقرير يعتمد على مصادر هامشية.
الجريدة الرسمية