جرائم أجداد «أردوغان» بمصر في ذكرى مرور 500 عام
في 23 يناير الجاري تمر 500 سنة على دخول العثمانيين مصر، 5 قرون كاملة مضت على سقوط القاهرة في قبضة الحكم العثماني وبالتحديد في عام 1517، وهو الحكم الذي استمر نحو 300 سنة، ليخلفه محمد على وأسرته قبل أن تسقطهم ثورة يوليو المجيدة.
ومن يتابع سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأطماعه في المنطقة، يدرك أن حفيد العثمانيين يسير على خطى أجداده الذين علقوا المشانق للمصريين، وليس للمماليك فقط، وارتكبوا أشنع الجرائم على أبواب القاهرة التاريخية، بل وصل الأمر إلى هجومهم على الجامع الأزهر وجامع الحاكم بأمر الله وجامع ابن طولون وقتل من فيه من المماليك والمصريين.
وبالعودة للوراء نجد أن السلطان سليم الأول كان قد بعث برسالة إلى قائد المماليك بمصر طومان باى تطالبه بالتسليم والخضوع للدولة العثمانية التي كانت قد ضمت حلب والشام وغزة، إلا أن الأخير رفض التسليم والاستسلام، حتى انتهى الأمر بهزيمته في موقعة الريدانية عام 1517، وأمر السلطان سليم الأول بشنقه وتعليق جثمانه على باب زويلة، لتزول سلطة المماليك التي استمرت ٢٦٧ عامًا.
ولمن لا يعرف جرائم العثمانيين أجداد أردوغان في مصر فليطالع ما كتبه المؤرخ الشهير محمد بن أحمد بن إياس الحنفي المصري في كتابه (بدائع الزهور في وقائع الدهور)، حيث قال: "ولما شق (دخل) السلطان سليم شاه من القاهرة.. كان ينادي كل يوم في القاهرة بالأمان والاطمئنان، والنهب عمال من جماعته ولا يستمعون لمناداته، وحصل للناس منه الضرر الشامل، ومما أشيع عنه إنه قال في بعض مجالسه بين إخصائه وهو بالشام: إذا دخلت إلى مصر أحرق بيوتها قاطبة وألعب في أهلها بالسيف".
ومضى ابن إياس الذي كان شاهد عيان على تلك الفترة يقول: "ثم إن العثمانية طفشت في جميع الحارات والأماكن، وحطوا غيظهم في العبيد والغلمان والعوام وغيرهم.. ولعبوا فيهم بالسيف، وراح الصالح بالطالح، وربما عوقب من لا ذنب له، فصارت جثثهم مرمية في الطرقات من باب زويلة إلى الرميلة، ومن الرميلة إلى الصليبة إلى قناطر السباع إلى الناصرية إلى مصر العتيقة، فكان مقدار من قتل في هذه الواقعة من بولاق إلى الجزيرة الوسطى إلى الصليبة فوق العشرة آلاف إنسان في مدة هذه الأربعة أيام، ولولا لطف الله تعالى لفني أهل مصر قاطبة بالسيف".
هذه بعض جرائم أجداد أردوغان الذي يناصب مصر العداء ويسعى إلى حصارها من الجنوب عبر جزيرة سواكن التي أهداها له الرئيس السوداني عمر البشير.