رئيس التحرير
عصام كامل

مبارك.. والعريان.. واليهود..!!


لا يمكن أن نأخذ دعوة القيادى الإخوانى الدكتور عصام العريان بعودة اليهود إلى مصر باعتبارها كلمة عابرة، أو زلة لسان، أو مجاملة سخيفة من رجل، أقل ما يقال عنه أنه غبى أحمق، لا يعرف خطورة الهزل فى موضع الجد.

فإسرائيل "تتلكك" لتثبت أن لليهود ممتلكات فى مصر، ويجهزون الأوراق والمستندات منذ زمن، ويسعون لتوثيقها لانتهاز الفرصة المناسبة للحصول على تعويضات عن الممتلكات التى أجبروا على تركها - كما يزعمون- وساعدهم "العريان" بتصريحاته غير المسئولة، على تأكيد ذلك.

تل أبيب لا تعرف "الهزار".. خاصة أن هناك 30 مليار دولار بانتظار بنى صهيون، جراء هذه التعويضات التى ستتحملها خزينة الدولة المهددة بالإفلاس، وجيوب المصريين الخاوية على عروشها.. فهل نساعدهم على حق ليس لهم؟!

غباء "العريان" لن يدفع ثمنه الجماعة فقط، ولكن ستكون الأجيال القادمة ملزمة بتسديد فاتورة "حماقة" الرجل الثانى فى حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسى لجماعة الإخوان.

إذا كان "العريان"، مستشار الرئيس محمد مرسى، لا يدرك خطورة ما قاله، أو أنه أراد أن يحرق تاريخ الرئيس عبد الناصر، وينتقم منه باتهامه بأنه هو الذى طرد اليهود من مصر، فعليه أن يعلم أنه بصنيعه هذا لا يحرق "ناصر" فقط، وإنما يحرق المصريين جميعا.

إن الرغبة فى تصفية الخصوم سياسيا، وتشويههم تاريخيا.. وكسب ود ألد أعداء العرب والمسلمين أصبح يأتى على حساب "مصر".. ولكن الحقيقة أنه لا "ناصر" طرد اليهود من مصر - كما تزعم "الجماعة"- ولا "الإخوان" أجبروهم على التهجير القسرى، كما يزعم الناصريون.

كل الشواهد والوثائق تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، أن مدبر عملية تهجير اليهود من مصر "بنحاس لافون" وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق، فى أوائل الخمسينيات بعد ثورة يوليو 1952، فيما يعرف باسم "فضيحة لافون".

الجميع يعلم أن "لافون" هو الذى دبر حوادث قتل اليهود، وحرق محالهم، ليضمن تهجيرهم إلى الوطن الأم "إسرائيل".. وهو ما تحقق بعد ذلك.

المفارقة أن الحديث عن عودة اليهود جاء على لسان أحد قيادات الجماعة التى تحكم مصر.. وهنا لا بد من إعطاء الرئيس "المخلوع" حقه.. فـ"مبارك" الفاسد، العميل، الكنز الاستراتيجى لإسرائيل، كما يروج البعض.. كان يرفض رفضًا قاطعًا فتح هذا الملف.. أو المساومة عليه.. أو حتى مجرد التلفظ بكلمة تؤخذ عليه ويستغلها اليهود ضد مصر.. لكن الإخوان فعلوها دون أن يهتز لهم جفن.

اليهود "أشطر" مَنْ يحصلون على حقوق ليست لهم.. وهم الآن يستعدون لاستكمال ملف التعويضات بعد أن رحل مبارك عن الحكم، وبعدما رأوا تسامحا وتساهلا من القيادة المصرية الإخوانية بعد ثورة 25 يناير المجيدة، مستندين إلى كلمة "العريان"، وصمت "الرئاسة"!

فى الختام نؤكد أننا لسنا من أبناء "مبارك".. ولكن "الأسوأ" هو الذى يجعلنا نتعاطف مع "السيئ"!

حفظ الله مصر وأهلها.. من شر أعدائها بالداخل والخارج.

الجريدة الرسمية