الإخوان ـ للأسف ـ مروا من هنا!
نعم القضاء على الإخوان وحده لا يكفي.. إنما القضاء على أثرهم الذي خلفوه في مصر طوال 45 عاما منحت لهم السلطة حرية العمل والحركة.
في السبعينيات- وفق شهادات مروية من شهود الأحداث- كفلت لهم السلطة الحماية الكاملة فلم يكفهم هيمنتهم على آلاف المساجد والزوايا وإعادة إصدار مجلات الاعتصام والدعوة والمختار الإسلامي، وكذلك عشرات من دور النشر وإصدار هائل من شرائط التسجيل التي تخدم أفكارهم والآن.. أزحنا الإخوان من السلطة ومن كل هذه المنح التي حصلوا عليها وبقيت كل الأكاذيب التي روجوا لها فما العمل؟ كيف نُزيل أثر الإخوان من عقول المصريين؟ كيف ذلك حتى كبار المثقفين- أو من اعتقدنا أنهم مثقفون- يرددون كلام الإخوان نفسه بلا أي تغيير؟
فمَلحمة 56 هزيمة! وتأميم القناة كان خطأ! والتصنيع كان خطأ لأن مصر بلد زراعي وهذا مستقبلها! وأن الحياة قبل الثورة كانت أفضل وبالتالي فما قام به أبناء جيش مصر باطل! دون أن يقول واحد منهم للمصريين من البناء الحقيقي لكل إنجازات اسرة محمد علي وعدد المصريين ممن ماتوا ودفنوا من السخرة والجوع والتعذيب في شق قناة السويس والتُرع والرياحات حتى العمل في بناء القصور!! ودون أن يحترم واحد منهم نفسه ويقول للناس عن ديون إسماعيل وهداياه للإمبراطورة "أوجيني" التي بلغت حد غرفة نوم من الذهب والفضة مرفقا بها دورة مياه كاملة من الذهب! ودون أن يحدثك أحدهم عن حال الريف المصري ومستويات الفقر المدقع غير المسبوق الموجودة عند عموم الشعب المصري -وهم الآن من أحفاد هؤلاء الغلابة بالمناسبة- ولا أحوال الأحياء الشعبية ولا عن الكوليرا والأمراض الفتاكة ولا عن مشروع قومي كامل وكبير وشهير وقتها لمكافحة الحفاء!
بلد به مشروع عن محاربة الحفاء كفيل وحده ليخرس كل لسان يمكنه أن يتجرأ ويدافع عنه! بلد كان مخصصات القصر الملكي 272 ألفا- بقيمة سنة 1938- بينما مخصصات مجلس الشيوخ 118 ألفا والحكومة 18 ألفا وتجد منه يدافع عنه فنكون بلا جدال أمام كارثة في الوعي.
فمَلحمة 56 هزيمة! وتأميم القناة كان خطأ! والتصنيع كان خطأ لأن مصر بلد زراعي وهذا مستقبلها! وأن الحياة قبل الثورة كانت أفضل وبالتالي فما قام به أبناء جيش مصر باطل! دون أن يقول واحد منهم للمصريين من البناء الحقيقي لكل إنجازات اسرة محمد علي وعدد المصريين ممن ماتوا ودفنوا من السخرة والجوع والتعذيب في شق قناة السويس والتُرع والرياحات حتى العمل في بناء القصور!! ودون أن يحترم واحد منهم نفسه ويقول للناس عن ديون إسماعيل وهداياه للإمبراطورة "أوجيني" التي بلغت حد غرفة نوم من الذهب والفضة مرفقا بها دورة مياه كاملة من الذهب! ودون أن يحدثك أحدهم عن حال الريف المصري ومستويات الفقر المدقع غير المسبوق الموجودة عند عموم الشعب المصري -وهم الآن من أحفاد هؤلاء الغلابة بالمناسبة- ولا أحوال الأحياء الشعبية ولا عن الكوليرا والأمراض الفتاكة ولا عن مشروع قومي كامل وكبير وشهير وقتها لمكافحة الحفاء!
بلد به مشروع عن محاربة الحفاء كفيل وحده ليخرس كل لسان يمكنه أن يتجرأ ويدافع عنه! بلد كان مخصصات القصر الملكي 272 ألفا- بقيمة سنة 1938- بينما مخصصات مجلس الشيوخ 118 ألفا والحكومة 18 ألفا وتجد منه يدافع عنه فنكون بلا جدال أمام كارثة في الوعي.
من المسئول؟ من ترك هؤلاء يعبثون بتاريخ البلد ووعي أبنائه عبر أربعة عقود ونصف؟ فتشوا عن شركاء الإخوان في أكبر جرائمهم على الإطلاق!