رئيس التحرير
عصام كامل

مجدي عبدالغفار.. «الصامت»

مجدى عبد الغفار وزير
مجدى عبد الغفار وزير الداخلية

في الخامس من شهر مارس عام 2015، أدى اللواء مجدى عبد الغفار القسم الدستورى وزيرا للداخلية، ومنذ اليوم الأول له في الوزارة، اختار الابتعاد عن الأضواء والعمل في صمت، فالرجل بحكم عمله في جهاز الأمن الوطنى لسنوات طويلة، يدرك حجم التحديات الأمنية التي تواجه البلاد، وفى مقدمتها الجماعات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة التي تخطط لإغراق مصر في دوامة من الفوضى والعنف.


لم يضيع عبد الغفار وقتا، وعقد اجتماعا موسعا مع كبار مساعديه وقادة الوزارة، تم خلاله تقييم الموقف الأمني وتحديد أولويات العمل.. وبعد نحو 5 أشهر فاجأ الجميع بأكبر حركة تنقلات في تاريخ الداخلية، وأحال عددا كبيرا من الضباط إلى الاحتياط، وصعّد الشباب لتولى المناصب القيادية في القطاعات ذات الأهمية الخاصة، الأمر الذي انعكس بشكل إيجابى على العمل داخل الوزارة، ودون ضجيج أو ظهور إعلامي أو كلام كثير، راح اللواء مجدى عبد الغفار يتابع تفاصيل العمل بكل دقة، وكثرت زياراته الميدانية المفاجئة للمواقع الشرطية، وتولى بنفسه قيادة بعض المأموريات المهمة.

ولأن جهاز الأمن الوطنى هو جهاز جمع المعلومات في وزارة الداخلية، فقد أولاه الوزير اهتماما خاصا وعمل على تطويره وتدعيمه بالكوادر البشرية المميزة، وأعاد إليه عددا كبيرا من الخبرات التي تركته خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي، وفى هدوء وصمت عكف على وضع إستراتيجية ورؤية متكاملة لمواجهة خطر الإرهاب واقتلاع جذوره من البلاد، كان أهم بنودها الاعتماد على أسلوب “الضربات الاستباقية”، ورصد تحركات الجماعات الإرهابية والقبض عليهم قبل تنفيذ جرائهم.

وحقق هذا الأسلوب نجاحا كبيرا، وتمكنت الأجهزة الأمنية في مختلف المحافظات، من إحباط عشرات العمليات الإرهابية وضبط مئات العناصر الإرهابية، وكشفت التحقيقات معهم عن خلايا عنقودية كثيرة ومعسكرات تدريب وسط الصحارى، فداهمتها قوات الأمن وأجهضت مخططات استهداف العديد من المنشآت المهمة ورجال الشرطة والجيش والشخصيات العامة ودور العبادة المسيحية.. وعلى الرغم من كثرة تلك الضربات الاستباقية، إلا أن اللواء مجدى عبد الغفار رفض عقد مؤتمرات صحفية لإعلان تفاصيلها، وفضل البقاء صامتا ومواصلة العمل في هدوء شديد..

حتى في حالة نجاح قوى الشر في تنفيذ بعض جرائمهم الإرهابية، ظل عبد الغفار صامتا، يحلل الموقف ويحدد نقاط الضعف ويعمل على علاجها في أسرع وقت.. وفى هذا الصدد كشف مصدر مطلع عن أن وزير الداخلية دائما ما يؤكد لكبار مساعديه أن العدو جاء مسلحا بمختلف أنواع الأسلحة وأشدها فتكا، ونحن مستعدون له ولن نتردد في التضحية بأرواحنا فداء للوطن.

أيضا ظل وزير الداخلية صامتا إزاء بعض الانتقادات التي وجهها البعض لأداء رجال الشرطة في قضايا معينة، مثل مخالفات الضباط وخروج بعضهم عن النص، ولكنه وضع تعليمات مشددة تتلخص في عبارة: “لا تستر على فاسد أو مخطئ، فالضابط الذي يستغل وظيفته أو نفوذه في مخالفة القانون يحال فورا إلى قطاع التفتيش والرقابة والنيابة العامة للتحقيق معه».. وفى عام 2017 أصدر وزير الداخلية قرارا مهما بتشكيل لجنة متخصصة لتقييم أداء رجال الشرطة سلوكيا ونفسيا، على أن تؤخذ تقاريرها في الحسبان عند إجراء حركة الترقيات، أو لبيان إمكانية استمرارهم في العمل من عدمه.

اللواء مجدى عبد الغفار ولد في القاهرة عام 1952، وتخرج في كلية الشرطة عام 1974، وفور تخرجه التحق بالعمل في قطاع الأمن المركزى لمدة 3 سنوات، ثم انتقل إلى قطاع الأمن الوطنى – أمن الدولة سابقا- وتدرج فيه المناصب، حتى صدر القرار الجمهورى بتعيينه وزيرا للداخلية.
الجريدة الرسمية