رئيس التحرير
عصام كامل

طارق الملا.. «المحظوظ»

طارق الملا وزير البترول
طارق الملا وزير البترول

يتسم بأنه هادئ الطباع، ولكنه يغضب ويثور، ولا يغفر للمخطئ، أو من يتستر على أي تصرف مخالف لمصلحة العمل، ويرى أن المصارحة باب الثقة.

يوصف وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا بأنه وزير محظوظ؛ حيث تولى وزارة البترول بعد شهرين فقط من اكتشاف أكبر حقل غازي في الشرق الأوسط “ظُهْر” في المياه العميقة للبحر المتوسط، باحتياطيات تصل إلى ٣٠ تريليون قدم مكعب.

وكان الاكتشاف عاملًا معنويًا قويًا، أسهم في تعزيز رصيده لدى الرئيس السيسي، ودعم شعبيته بين المصريين، كما كان لعلاقة “الملا” بالمهندس شريف إسماعيل منذ كان رئيسًا لهيئة البترول، أثرٌ واضح في أدائه مهامه كوزير.

قام الملا بـ 13 زيارة تفقدية لموقع العمل بحقل “ظُهر” منذ الإعلان عن الاكتشاف في ٢٠١٥، كان من خلالها يتابع أعمال الحفر، ورصد احتياجات العاملين هناك، وتقديم كل التسهيلات والخدمات لشركة “إيني” الإيطالية التي اكتشفت الحقل.

وعقب كل جولة كان يحرص على كتابة التقارير بنفسه عن نتائج أعمال الزيارة، رغم وجود مكتب إعلامي بالوزارة، ثم يلتقى مع رئيس الحكومة لإطلاعه على التقرير، بعدها يقوم بعرضه على الرئيس السيسي لطمأنته على آخر تطورات الأوضاع.

تم إدخال حقلين جديدين، بخلاف “ظهر”، في سنة واحدة إلى شبكة الإنتاج، وهو أمر لم يحدث من قبل وهما: “شمال الإسكندرية وأتول”، كما يجرى تنمية وحفر ١٧ بئرًا استكشافية ما بين زيت وغاز، ولعل البئر الأبرز هي التي توجد في حقل “نورس”، والذي يعتبر من أكبر حقول إنتاج الغاز في مصر بنحو ١.١٨٠ مليار قدم مكعب يوميا.

في عهده، تراجعت مستحقات الشركاء الأجانب من ٣.٣ إلى ٢.٢ مليار دولار خلال ٢٠١٧ فقط، وهى خطوة كبيرة أسهمت في جذب الاستثمارات الأجنبية في مجالات البحث والتنقيب عن الغاز والبترول في مناطق الامتياز بالمياه العميقة بالبحر المتوسط.

وضخت الشركات الأجنبية استثمارات تقدر بنحو ٨ مليارات دولار خلال ٢٠١٧، وتم الاتفاق على زيادتها في العام المالى المقبل إلى ١٠ مليارات دولار.

أجرى “الملا” مفاوضات مع شركة “بى بي” البريطانية، ونجح في التعجيل بمواعيد دخول حقلى شمال الإسكندرية “ليبرا وتورس”، وتم إضافتها لشبكة الإنتاج في مارس من ٢٠١٧ بمعدل ٧٥٠ مليون قدم مكعب غاز يوميا وباستثمارات إجمالية ٥ مليارات دولار.

ومن بين الانتقادات التي توجه لـ “الملا” أنه لا يؤمن بتولى الشباب مناصب قيادية، فلم يفكر في إنشاء جهاز أو وضع برنامج تأهيلى للمهندسين الشبان، كما أنه لم يشكل لجنة مكونة من خبراء جيولوجيا لإعادة ترتيب أوضاع هيئة الثروة المعدنية من الداخل واستغلال الثروات التعدينية بعد تدهور أوضاعها.
الجريدة الرسمية