جدل برلماني حول رفع سعر تذكرة مترو الأنفاق.. محمد زين: الزيادة بهدف الحفاظ على المرفق الحيوي من الانهيار.. الحريري: الحكومة ترفض تقديم دراسة وافية عن إيرادات المترو
حالة من الجدل تجتاح الشارع المصري في الآونة الأخيرة بعد تردد أنباء عن اعتزام الحكومة رفع ثمن تذكرة مترو الأنفاق، خاصة أن القرار يمس قطاعا كبيرا من محدودي الدخل.
وانتقل الجدل بطبيعة الحال من الشارع إلى البرلمان وتباينت آراء عدد من أعضاء مجلس النواب، ما بين التأييد بهدف الحفاظ على المرفق الحيوي، وبين الرفض والمطالبة ببدائل أخرى.
الحفاظ على المرفق
وفي هذا السياق قال النائب محمد عبد الله زين وكيل لجنة النقل بمجلس النواب، إن زيادة سعر تذكرة المترو، التي أعلن عنها وزير النقل مؤخرا، هدفها الحفاظ على المرفق حتى لا ينهار كالسكك الحديدية.
وأضاف زين في تصريح خاص لـ«فيتو»، أن بعد دراسة أسباب انهيار السكة الحديد خلال الفترة الماضية، كان لا بد من العمل على عدم تكرار تلك الأسباب حتى لا يتحول المترو لهيئة خاسرة.
وتابع وكيل لجنة النقل، لا بد من التفكير بشكل منطقي بعيدا عن العواطف والمشاعر، موضحا أن بعد الانتهاء من تنفيذ الخط الثالث لمترو الأنفاق سنكون أمام مسافات طويلة، ومن المحتمل أن يتم وضع فئات للتذكرة قد تصل ٤ أو ٥ جنيهات.
تحسين الخدمة
وقال النائب وحيد قرقر عضو لجنة النقل بمجلس النواب، إن زيادة سعر تذكرة المترو، أمر ضروري لا مفر منه، بهدف تحسين الخدمة المقدمة للمواطن.
وأضاف في تصريح لـ«فيتو»، لا يجوز أن يركب المواطن ٢٠ محطة بنفس قيمة التذكرة التي يركب بها آخر محطتين أو ثلاثة، مشددا على ضرورة التفريق بينهما وزيادة قيمة التذكرة بشكل مرتبط بعدد المحطات.
وأوضح عضو لجنة النقل، أن الزيادة التي تحدث عنها الوزير، ستكون في بداية شهر يوليو المقبل، مع تحديد عدد محدد للمحطات لقيمة التذكرة، بمعنى أن التذكرة للخطوط القديمة 2 جنيه ستظل سارية، لكن لعدد محطات، وليكن 9 مثلا.
وأضاف، لا بد من البحث عن أفكار جديدة لتعظيم الاستفادة من المترو وتوفير الاعتماد المالية اللازمة، وتطوير الخدمة والمرفق وإعادة هيكلته وعدم تركه للانهيار مثلما حدث في مرفق السكة الحديد.
استسهال الحكومة
ومن جانبه رفض النائب هيثم الحريري عضو تكتل ٢٥-٣٠ بمجلس النواب، زيادة أسعار تذكرة المترو مثلما أعلن عن ذلك وزير النقل مؤخرا، لافتا أن الحديث عن زيادة سعر التذكرة، يعد استمرارا للسياسات الفاشلة التي تستهدف جيوب المواطنين التي أصبحت خاوية.
وقال الحريري في تصريح لـ«فيتو»، سبق وطلبنا إعداد دراسة عن إيرادات المترو والعجز في موارده وكيفية تعظيم الاستفادة منه، قبل المطالبة بأي زيادة في سعر التذكرة، لافتا إلى أن هناك أوجه كثيرة للاستثمار في المترو يمكن أن تدر دخلا كبيرا عليه، منها الإعلانات على سياراته ومحطاته، وتخصيص أماكن للباعة به.
وتابع، أن هناك نسبة ٤٠٪ من دخل التذاكر مفقود بسبب تعطل الماكينات، مما يؤدي للتهرب من التذاكر.
وطالب أن يكون قيمة التذكرة مرتبطة بعدد محطات، لافتا إلى أن ما يشهده المترو حاليا يعكس الفشل في الإدارة الاقتصادية له.
وأوضح أنه ليس مع التقصير في حق المترو حتى لا يتعطل، لكنه يرفض استسهال الحكومة برفع قيمة التذكرة على حساب المواطن دون باقي البدائل.