وثائق تركية.. الشيخ زايد بطل حارب المحتل العثماني والخائن القطري
لم يعد العداء التركى للعرب مجرد تكهنات، ولم تعهد خيانة قطر لجيرانها مجرد اتهامات، فتح كتاب تاريخ منطقة الشرق وما يحدث بها منذ عقود كافٍ لتقديم الأدلة والبراهين على كراهية العثمانيين للعرب والرغبة في تدميرهم وتشويه دور زعماء الأمة المناهض لأحلام السلاطين وأحفادهم.
وفى سياق حرب التطاول التي يشنها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ضد دولة الإمارات ومناصبتها العداء، وأخرج باحث تركي محسوب على بلاط السلطان أردوغان، وثيقة تاريخية قال إنها حقيقة أراد من خلالها تشويه صورة الشيخ زايد الرئيس السابق لدولة الإمارات، لكن شاءت الأقدار أن تحمل الوثيقة بطريقة لم يقصدها الباحث التركى دليلا دامغا على بطولة الشيخ زايد وعروبته وقوميته ومناهضته للمحتل العثمانى رغم دس مصطلحات ومزاعم كاذبة حول تورطه في عمليات قتل وتحالف مع الإنجليز، وأيضا حملت دليلا تاريخيا يؤكد تآمر قطر على دول جواره العرب.
الشيخ زايد
وزعمت الوثائق التركية، أن الشيخ زايد بن خليفة، شيخ أبوظبي في نهاية القرن التاسع عشر، كان يقوم بعمليات نهب وقتل في دولة قطر، متعاونًا بذلك مع الإنجليز، عندما كان القائد العثماني فخر الدين باشا يقاتلهم دفاعًا عن المدينة المنورة.
وجاء نشر الوثيقة ردًا على سؤال وجهه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الشهر الماضي، لوزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، بعد هجوم شنّه الأخير على فخر الدين باشا وأردوغان.
وفي ديسمبر الماضي، أعاد بن زايد نشر تغريدة تتهم القائد العثماني بعمليات سرقة وخطف في المدينة المنورة قبل نحو 100 عام، وهو ما أشعل أزمة دبلوماسية بين البلدين.
خرج أردوغان مخاطبًا الوزير الإماراتي بقوله: أين كان أجدادك عندما كان فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة؟
وثيقة الإنجليز
الباحث التركي مراد بردكتشي الذي أراد نفاق أردوغان قال، في مقال له نُشر أمس الأربعاء على صحيفة "خبر ترك" التركية، إنه وجد جوابًا لسؤال الرئيس التركي في إحدى وثائق الدولة العثمانية لتلك الفترة.
وبحسب الوثيقة التي نشرها الباحث التركي بهدف تلميع صورة القائد العثمانى، فقد كان الشيخ زايد (جد وزير الخارجية الحالي) مشغولًا بالهجوم على قطر بمعاونة الإنجليز، في الوقت الذي كان فخر الدين باشا يصد غزوهم للمدينة المنورة في تلك الفترة.
ويتابع: "كانت إنجلترا تفعل كل شيء من أجل كسب شيوخ القبائل ليتمردوا على الدولة العثمانية، ووفرت لهم المال ووزعت عليهم السلاح".
قطر المخلصة
وتقول الوثيقة إن شيخ قطر كان مخلصًا للحكومة في إسطنبول ويتجنب القرب من البريطانيين، في حين كان شيوخ الإمارات، وخاصة شيوخ أبوظبي، على تماس وتواصل مع الإنجليز، وهاجموا قطر.
ووقفت الشارقة على الحياد لفترة قبل أن تنضم إليهم لاحقًا، وكانت إسطنبول تتابع السرقات والهجمات، وترسل أوامر إلى المحافظين وحكام المقاطعات، وغيرهم من الإداريين، في تلك المناطق.
كما كانت، في وقت الضرورة، ترسل قوات عسكرية لإيقاف التمرد الذي قام به شيوخ القبائل بدعم الإنجليز.
وتوضح الوثيقة أن شيخ أبوظبي (زايد آل نهيان) هجم على ضريح في قطر، ومارس القتل والسرقة. وقد قتل في الهجوم نجل الحاكم الفخري جاسم الثاني- أمر كاذب تنفيه حقيقة مساندة الإمارات لأحفاده ضد نظام تميم بن حمد-.
الهجوم على الدوحة
وتقول الوثيقة إن "أبو جنجي"، المرتبط بعُمان، أوضح خطة الهجوم الذي يقوده زايد على قطر. وطالب بإرسال قوة عسكرية إلى المنطقة والسماح ببيع الحصن، وعرفت الدولة العثمانية حجم الخطر.
وبسبب العداء بين حاكم قطر جاسم الثاني وشيخ أبوظبي زايد، ووفقًا لمعلومات من الاستخبارات العثمانية، فقد خطط زايد لمهاجمة قطر بقوة كبيرة.
ويقول الكاتب متطاولا، إن ثمة وثائق كثيرة تدين جد عبد الله بن زايد بالتعاون مع الإنجليز والقتل والسرقة والتحريض ضد الدولة العثمانية- مؤكدا عروبة الشيخ زايد ودوره في مكافحة المستعمر العثمانى ومحاولة تشويهه برواية مكذوبة عن التحالف مع الإنجليز-.
الباشا في القمامة
ويقول الكاتب إن وثائق فخر الدين باشا، موجودة بحوزة مدير مكتبة أتاتورك في بلدية إسطنبول، رمضان ميندار، وهو أحد أهم المؤرخين الأتراك وأكثرهم نجاحًا.
ويضيف في تناقض واضح، "لكن مع الأسف ذهبت تلك الوثائق التي تعتبر كل وثيقة فيها أهم من الأخرى إلى القمامة في أحداث 28 فبراير".
وكان من بين تلك الوثائق 4500 وثيقة اشتراها ميندار ووضعها في المكتبة التي يديرها، كما قام بشراء العديد من المجموعات الأرشيفية التي أثرى مكتبته بها.
وترك فخر الدين باشا أرشيفًا خاصًا من 3336 قلمًا مع 1040 وثيقة و1812 صورة و481 خريطة وثلاث بطاقات بريدية.
وبحسب كاتب المقال المتضارب في أقواله، سيعرض رمضان ميندار وثائق فخر الدين باشا في بداية 2018 وستسجل للتاريخ كذكرى لـ"نمر الصحراء". كما أن تجهيزات كتاب "نمر الصحراء: فخر الدين باشا" ما تزال مستمرة.