رئيس التحرير
عصام كامل

ومازال البحث عن مرشح جاريا؟


مع الاستعداد للانتخابات الرئاسية، كثر الحديث عن المرشح الذي سيخوض الانتخابات الرئاسية ضد الرئيس السيسي فيما بدأ البعض يتحدث عن الملفات التي تواجه الرئيس السيسي في ولايته الثانية.. على هاشم، رئيس مجلس إدارة دار التحرير الأسبق والكاتب بجريدة "فيتو"، كتب يقول: "يقيني أن الرئيس السيسي في ولايته الثانية بعد انتخابه سوف يولي عنايته لملفات التعليم والصحة والثقافة والإعلام.. بالإضافة طبعًا إلى ملفات مكافحة الإرهاب والأمن والاقتصاد والحريات".


الأخبار الواردة عن تأييد الرئيس السيسي بدأت منذ شهر أكتوبر، وربما قبل ذلك، حين نشرت صحيفة "اليوم السابع" خبرًا عن تصدر هاشتاج "هنتخب السيسي تاني علشان" قائمة الهاشتاج الأكثر تداولًا بأكثر من 5 آلاف تغريدة في أقل من ساعة، ولذلك لدعمه استكمالا لمسيرة التنمية.. ثم عاودت الجريدة نفسها لتأكيد دعم رواد تويتر للرئيس السيسي فنشرت خبرًا بعنوان "صوتنا للسيسي تانى" يتصدر تويتر.. والمغردون: مين غيره يقدر يشيل حمل الجبال".

قنوات النيل تركز على المشروعات في مصر منذ فترة، وبعض القنوات الخاصة، مثل قناة الحياة 2 تتحدث عن إنجازاته، بعض الإعلاميين مثل عمرو أديب قال في خبر منشور على موقع جريدة المال، إن ما حققه الرئيس السيسي من إنجازات يجعله يستحق فترة رئاسة ثانية.

أخبار تزكية الرئيس السيسي لفترة رئاسة ثانية، أو تأييده لفترة رئاسة ثانية تملأ نتائج "جوجل" في أقل من 24 ساعة، فلماذا يهتم البعض بالبحث عن مرشح يخوض الانتخابات أمام الرئيس السيسي؟ الإعلامي أسامة كمال قال إنه ينتظر ظهور مرشح آخر يخوض الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشددًا على أن هذا المرشح لابد أن يكون لديه ظهير شعبي، الأمنية نفسها كررها الإعلامي والمحامي خالد أبوبكر، في مقال في "اليوم السابع" يطالب فيه "بانتخابات رئاسية بجد"، يطالب فيها بشخص "يترشح لكي لا ينجح" ويواجه الشعبية الكبيرة لمنافسه.

لماذا يبحث البعض عن مرشح يواجه الرئيس السيسي في انتخابات ديمقراطية إذا كان هذا المرشح سيدخل الانتخابات وهو يعرف أنه سيخسر؟ وفي ظل حياة سياسية عادت فيها الأحزاب السياسية إلى المرحلة "الورقية" بشكل لا يمكِّنها من دعم شخصيات في انتخابات الرئاسة أو تشجيع البعض ممن لها رؤى سياسية واقتصادية على الترشح، لماذا يتحدث البعض عن انتخابات بين مرشحين أو أكثر؟

الكاتب أشرف البربري، الصحفي بجريدة "الشروق"، كتب في أكتوبر الماضي مقالا يقول فيه: إذا كان كبار وصغار رجال الأعمال وأعضاء البرلمان والممثلون والممثلات ورجال الكنيسة وحتى الأرجنتيني فيكتور كوبر وأعضاء الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى ليس فقط يؤيدون الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإنما يناشدونه كي يترشح لفترة رئاسة ثانية، فهل يظل لـ«العرس الانتخابي» الذي ينتظره العالم وتنتظره مصر بعد شهور قليلة أي معنى؟

وإذا كان الكل يعرف من هو الرئيس القادم، أم سيقول البعض إنه لا يعرف بعد، فلماذا لا نوفر الجهد والأموال التي سيتم إنفاقها على دعاية لحملة "تزكية"، فالمرشح المحتمل لخوض انتخابات الرئاسة أمام الرئيس السيسي، المحامي خالد علي، سيعلن موقفه يوم الاثنين، وأغلب الظن أنه لن يترشح، فهل سيهرول أعضاء البرلمان، مطالبين خالد علي بالترشح، أم ستستمر رحلة البحث عن مرشح يعرف أنه سيخسر.
الجريدة الرسمية