رئيس التحرير
عصام كامل

48 ساعة «مصرية – أفريقية».. السيسي يبحث سبل التعاون مع رئيس إريتريا.. أزمات القرن الأفريقي والبحر الأحمر على رأس المباحثات.. والقاهرة تترأس مجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقى

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

شهدت الـ48 ساعة الماضية نشاط "مصري – أفريقي" مكثف والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أول أمس الثلاثاء، بقصر الاتحادية الرئيس أسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا، الذي يجري زيارة رسمية لمصر، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي، وتم استعراض حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين.


ترسيخ التعاون الإستراتيجي
ورحب الرئيس في بداية المباحثات بالرئيس أفورقي، مؤكدًا اهتمام مصر بترسيخ التعاون الإستراتيجي مع إريتريا في شتى المجالات، وإرساء شراكة مستدامة بين البلدين، وذلك في ضوء العلاقات التاريخية المتميزة التي تجمع بينهما.

كما أكد الرئيس أهمية المضي قدمًا في تنفيذ مشروعات التعاون بالقطاعات المختلفة، ومنها الزراعة والكهرباء والصحة والتجارة، وكذا في قطاع الثروة الحيوانية والسمكية التي تمتاز بها إريتريا، فضلًا عن مواصلة برامج الدعم الفني المقدمة من خلال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.

وأشار الرئيس إلى التعاون القائم بين البلدين في إطار المحافل والمنظمات الدولية، لافتًا إلى أهمية زيادة التنسيق والتشاور بين الجانبين إزاء الأوضاع والقضايا المتعلقة بالمنطقة في إطار العمل على إحلال السلام والاستقرار والتصدي للتحديات المشتركة، وفي مقدمتها خطر الإرهاب.

القرن الأفريقي
وأكد الرئيس الإريتري اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات تاريخية ممتدة وتعاون إستراتيجي، مشيدًا بدور مصر الريادي بالمنطقة وحرصها على تحقيق التنمية والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.

كما أكد الرئيس أفورقي تطلع إريتريا لتكثيف التعاون الثنائي مع مصر في مختلف المجالات بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، والعمل على تفعيل المشروعات المشتركة بين البلدين بالقطاعات المتنوعة.

وأعرب الرئيس الإريتري عن تقدير بلاده لما تقدمه مصر من دعم فني وبرامج لبناء القدرات، فضلًا عن التعاون القائم في إطار المحافل الدولية، مشيرًا إلى ما يعكسه ذلك من عمق العلاقات بين الجانبين.

وأكد الرئيس أفورقي حرص إريتريا على تكثيف التشاور والتنسيق مع مصر حول مختلف القضايا والتطورات الإقليمية والدولية والعمل على مواجهة التحديات القائمة.

وتطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات المصرية الإريترية في مختلف المجالات التنموية والأمنية، حيث تم الاتفاق على تبادل زيارات الوفود بهدف تفعيل أطر التعاون القائمة وتنفيذ المشروعات المشتركة.

شهد اللقاء تباحثًا حول المستجدات والتطورات الإقليمية، حيث اتفق الجانبان على الاستمرار في التنسيق المكثف بينهما إزاء كافة الموضوعات المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن سعيًا لتدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة، خاصةً في ضوء أهمية منطقة القرن الأفريقي ودور إريتريا بها وما لذلك من انعكاسات على أمن البحر الأحمر ومنطقة باب المندب.

الوكالة المصرية
كما ترأس وزير الخارجية سامح شكرى أمس الأربعاء ونظيره التنزانى أوجوستين ماهيجا أعمال الدورة الثالثة للجنة الوزارية المشتركة بين مصر وتنزانيا التي بدأت أعمالها على مستوى كبار المسئولين يومى 8 و9 يناير الجارى، حيث تناولت اللجنة التعاون الثنائى والقضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك بين الجانبين.

واستهل شكري اللقاء بالترحيب بنظيره التنزانى والوفد المرافق له، الذي يضم وزير الدولة بمكتب رئيس زنزبار، عيسى حاجى أوسى جافو، وأكد "شكرى" أن انعقاد اللجنة جاء بناء على زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الناجحة لدولة تنزانيا في أغسطس الماضى التي شهدت مباحثات مثمرة مع الرئيس التنزانى جون ماجوفولى مؤكدا تطلع مصر لاستقبال الرئيس التنزانى بالقاهرة في أقرب فرصة ممكنة.

كما عبر الوزير سامح شكرى كذلك عن رغبة مصر في زيادة التبادل التجارى بين البلدين بما يعكس عمق العلاقات السياسية والتاريخية بينهما، مؤكدا رغبة الشركات المصرية في زيادة استثماراتها بتنزانيا في مجالات البتروكيماويات وتصنيع اللحوم والزراعة والطاقة فضلا عن التعاون في مكافحة الفساد.

وأشار وزير الخارجية سامح شكرى إلى دور كل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التابعة لوزارة الخارجية والمبادرة المصرية للتنمية بدول حوض النيل في مجال بناء القدرات ونقل الخبرات للمتدربين من دولة تنزانيا الشقيقة.

واجب العزاء
وعقد الوزيران جلسة مشاورات سياسية قبيل انطلاق أعمال اللجنة المشتركة تناولت عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك مثل نتائج الجولة الأخيرة لمفاوضات سد النهضة الإثيوبى وزيارة الوزير سامح شكرى الأخيرة لإثيوبيا، فضلا عن الأوضاع في جنوب السودان ومنطقة البحيرات العظمى وبوروندى والكونغو الديمقراطية.

وخلال اللقاء قدم وزير الخارجية العزاء لنظيره التنزانى في وفاة 14 تنزانيا من قوات البعثة الأممية في الكونغو الديمقراطية مؤخرا مشيدا بالتضحيات التنزانية في دعم السلام والاستقرار بالقارة كما بحث الاجتماع أبرز القضايا على أجندة القمة الأفريقية المقبلة التي تعقد خلال الشهر الجارى وفى نهاية أعمال اللجنة المشتركة وقع الجانبان ثلاث مذكرات تفاهم في مجالات التدريب الدبلوماسى والسياحة والزراعة.

وقال وزير الخارجية سامح شكرى إن مصر تعمل على مكافحة الإرهاب وتكثيف التعاون بجميع المجالات بين الدول الأفريقية، مؤكدا أن مصر خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن الإفريقى ستلعب دورا في دعم تطلعات الشعوب الأفريقية.

اتفاق الحريات
وأكد شكرى في مؤتمر صحفى مشترك مع وزير خارجية تنزانيا وجود عثرات لتنفيذ اتفاق الحريات الأربع مع السودان، موضحا أن المعوقات عرقلت تنفيذ هذا الاتفاق، مشيرا إلى أن العلاقات المصرية السودانية يجب أن تحقق مصلحة الشعبين.

وحول تلقى مصر دعوة لإعادة إعمار العراق قال وزير الخارجية، إن الموضوع محل إثارة من المسئولين العراقيين موضحا أن هذا سيتم بمواصلة الزيارات على المستوى الفنى، وأن هناك زيارة لوفد رفيع المستوى من المسئولين المصريين للعراق قريبا.

إحياء التعاون
فيما أكد وزير الخارجية التنزانى أوجوستين ماهيجا أن العلاقات بين مصر وتنزانيا رائعة في كافة المجالات، موضحا أن البلدين لديهما تاريخ من التعاون والشراكة بالإضافة إلى العلاقات الوثيقة التي تربط بين البلدين.

وأكد وزير خارجية تنزانيا أن مباحثاته مع وزير الخارجية سامح شكرى جاءت لإحياء التعاون بين مصر وتنزانيا، موضحا أن التعاون الجديد سيشمل مجالات كثيرة في تنزانيا، مشيرا إلى أن مصر دولة متقدمة وبلاده بحاجة للاستفادة من خبراتها.

وأوضح أن بلاده تدرك أهمية التعاون مع مصر، معربا عن تطلع بلاده للتعاون بصورة أكثر مع القاهرة في منظمة الاتحاد الأفريقى، مؤكدا أن مصر نجحت في التعبير عن الأجندة الأفريقية في مجلس الأمن.

وأشار وزير خارجية تنزانيا إلى أنه بحث مع شكرى سبل مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، مشيدا بالمبادرات المصرية في عدد من المجالات لدعم القارة الأفريقية.

نهر النيل
وأشاد وزير خارجية تنزانيا بالصناعات الجلدية المصرية وجودتها التي يتم تصديرها لبلاده، مؤكدا أن بلاده تمتلك 25 مليون رأس ماشية، داعيا المستثمرين المصريين للاستفادة من الثروة الحيوانية التنزانية التي يمكن أن توفر كميات ضخمة من الجلود واللحوم، موضحا أن بلاده أطول جسر في أفريقيا تم تصميمه بواسطة المهندسين المصريين، كاشفا عن بناء بلاده لسد يوفر كميات كبيرة من الكهرباء تبلغ 3 ميجاوات، موضحا أن بلاده تتفهم أن نهر النيل بالنسبة لمصر هو شريان الحياة.

وفي سياق متصل صرح أبو بكر حفنى سفير جمهورية مصر العربية في إثيوبيا ومندوب مصر الدائم لدى الاتحاد الأفريقى أن مصر تقلدت رئاسة مجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقى خلال شهر يناير الجارى، وذلك في إطار العضوية المصرية بالمجلس والتي بدأت منذ شهر أبريل 2016 ولمدة ثلاث سنوات.

وأوضح مندوب مصر في الاتحاد الأفريقي أنه قام بتنظيم حفل إفطار بهذه المناسبة حضره سفراء وممثلو الدول الأفريقية الأعضاء بمجلس السلم والأمن فضلًا عن المسئولين بمفوضية الاتحاد الأفريقى، حيث تم التشاور حول البنود الرئيسية لبرنامج عمل المجلس خلال الرئاسة المصرية.

وأشار السفير المصرى إلى حرص مصر في التركيز على قضية منع النزاعات تحت إطار جهود حفظ السلم والأمن على مستوى القارة، فضلًا عن التنسيق بين الجهود الأممية والأفريقية فيما يتعلق بالدبلوماسية الوقائية.

وأضاف سفير مصر لدى الاتحاد الأفريقى أن مندوبى الدول الأعضاء بمجلس السلم والأمن اعتمدوا جدول أعمال المجلس لشهر يناير الجارى، حيث تتركز بنود جدول أعمال المجلس على تطورات وقضايا السلم والأمن في القارة، بالإضافة إلى العديد من القضايا المهمة على الساحة الأفريقية مثل موضوعات الصحة العامة والانتخابات في القارة، فضلًا عن كيفية تعزيز الحوار بين مجلس السلم والأمن وجامعة الدول العربية في القضايا محل الاهتمام المشترك.
الجريدة الرسمية