أهلا بأفورقي بالقاهرة!
الرئيس الإريتري "أسياسي أفورقى" اليوم بالقاهرة.. الزيارة رسمية وسيلتقي الرئيس السيسي وسيبحث معه قضايا مهمة.. هكذا قالت الأنباء أمس الاثنين!
وقبل أن نتكلم عن إريتريا وأهميتها نروي القصة التالية.. في عام 1995 ولأسباب غير مفهومة سقط الرئيس أفورقي مغشيا عليه وكان السفير الأمريكي أول من يعلم بالخبر.. ونصح مساعدي أفورقي بالذهاب للعلاج في إسرائيل وأن لهذه الحالة متخصصين هناك وأنه على استعداد لتسهيل الأمر كله!
ومنذ تلك اللحظة فتحت الولايات المتحدة للعدو الإسرائيلي طريقا للوجود في إريتريا التي حصلت بعد استقلالها عن إثيوبيا عام 1991 على الساحل الإثيوبي كله وباتت إريتريا تتحكم في مناطق مهمة عند باب المندب وبحر العرب ومنطقة لقرن الأفريقي استغلته إسرائيل كله!
ربما أراد العدو الإسرائيلي الضغط بهذه العلاقات على إثيوبيا وربما حقق ما أراد لكن ما يعنينا هو الغياب المصري والعربي الكامل عن الموضوع، وعن تلك المنطقة بعد أن كانت أفريقيا كلها حليفة لمصر ومصر هي أفاعل رقم واحد في أغلب بلدانها حتى مع استمرار بقاء الاستعمار القديم فيها.. إما بالرضا والعلاقات الطيبة في حالات علاقتنا مع زعماء كبار مثل هيلاسلاسي ونكروما وأحمد سيكتوري وجوليوس نيريري وسنجور وغيرهم، أو بوسائل أخرى كما فعلنا في حادث الحفار الشهير عام 1970، إلا أن كل ذلك تراجع فيما بعد ووصلنا إلى الحالة التي نعرفها!
الآن.. مصر تعيد تصحيح أخطاء تسببت في ضياع أفريقيا منها.. حتى أنه يكاد لا يمر يوم إلا ومسئول أفريقي في مصر أو مسئول مصري في بلد أفريقي.. واليوم رئيس دولة مهمة جدًا لمصر تكاد تمتلك مفاتيح الشرق الأفريقي وبالقرب من مصادر المياه التي تجري بالحياة إلينا.. ولنا فيها "مآرب أخرى"! وبما يجعلنا نردد: أهلا بأفورقي بالقاهرة!