أسباب انضمام شباب العلويين إلى الخدمة المدنية في إسرائيل (صور)
توجد في الأراضي الفلسطينية المحتلة قرية علوية وحيدة ينتمي أهلها إلى الطائفة العلوية التي تعتبر الطائفة الأقلية الأكبر في سوريا.
اللافت أن الآونة الأخيرة شهدت ارتفاع نسبة رغبة انضمام الشباب العلوي للخدمة المدنية في إسرائيل، مما يجعلهم يشعرون بأنهم أقرب إلى إسرائيل من سوريا.
الخدمة المدنية الإسرائيلية
وأكدت التقارير الإسرائيلية أنه في الأشهر الأخيرة، بدأ الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاما من قرية غجر العلوية، المقسمة بين إسرائيل ولبنان، بالالتحاق بـ "الخدمة المدنية"، وهي خدمة تطوعية للشباب الإسرائيليين في مجالات التربية، الرفاه، والطب.
وأوضح موقع "المصدر" الإسرائيلي أنه في غضون ثلاثة أشهر، ازداد معدل الالتحاق بالأطر التطوعية بشكل ملحوظ، وبدأ يبدي شباب القرية رغبة كبيرة للانضمام إلى الخدمة المدنية.
قرية الغجر
قرية الغجر هي قرية علوية تقع على الحدود بين إسرائيل ولبنان وهي مقسمة بين البلدين، هذه هي البلدة العلوية الوحيدة في دولة الاحتلال ويصل تعداد سكانها إلى نحو 2،500 مواطن. في عام 1981، ضُم الجزء الجنوبي من القرية إلى إسرائيل إضافة إلى بقية مرتفعات الجولان، وفي عام 2010 اعترفت إسرائيل بالمنطقة الشمالية من القرية باعتبارها منطقة تابعة للسيادة اللبنانية.
وبدأت جمعية "الخدمة المدنية" الإسرائيلية في شهر سبتمبر الماضي، بالعمل في قرية الغجر، وعلى الرغم من مخاوف الشباب بسبب الواقع الجيوسياسي الحساس الذي تقع فيه القرية، كانت هناك استجابة كبيرة للانضمام إلى الخدمة.
الاندماج بالمجتمع الإسرائيلي
وقال المدير المسئول عن الوسط العربي والدرزي في جمعية "الخدمة المدنية"، عامر عامر، إن مشاركة الشباب في القرية تنبع من رغبتهم في الاندماج في المجتمع الإسرائيلي، الدراسة في مؤسسات التعليم العالي، والتقدم في المستقبل في مجالات العمل.
صعوبات مالية
وأضاف، أن هناك لدى الشبان صعوبات مالية في تمويل أنفسهم خلال فترة الدراسة، وهناك أيضا تصور بأن أولئك الذين يؤدون الخدمة المدنية في إسرائيل يصبحون "جزءا منها"، وهذا يمنحهم ميزة في الاندماج في سوق العمل في وقت لاحق".
أضاف عامر أن الطلب على الالتحاق بخدمة المتطوعين اكتسب زخما مفاجئا أسرع مما كان متوقعا، وأصبحت نسبة المتطوعين من قرية الغجر أعلى من نسبة المتطوعين من البلدات الصغيرة الأخرى. ويتطوع الشباب أيضا في المراكز الاجتماعية، المدارس، رياض الأطفال، وأطر التعليم غير الرسمية.
أما بالنسبة لمخاوف الشباب والمعارضة التي تعرضوا لها في بداية طريقهم في قرية الغجر، قال عامر إن "المعارضة كانت خفية، وظهرت في البداية فقط. خشي الشبان من أن تكون الخدمة بهدف الالتحاق بالجيش، وسألوا عم يلتزمون القيام به، وبعد أن أصبح واضحا لهم أن لا علاقة بين الخدمة المدنية والجيش، بدءوا يشعرون باطمئنان أكثر ويعربون عن رغبتهم في الالتحاق بالخدمة".
وأضاف أن المعارضة ضئيلة، والدليل على ذلك هو ارتفاع الطلب على الانضمام إلى الخدمة. وقال: "في الوقت الراهن، توقفنا عن تجنيد الشبان للخدمة، لأن الطلب يتجاوز العرض، وهناك العديد من المرشحين الذين ينتظرون الالتحاق بالخدمة".
أكد عامر على أن شبان قرية الغجر الذين يلتحقون بالخدمة المدنية يشعرون أقرب إلى إسرائيل من سوريّا. وأوضح أن شباب القرية تمكنوا في الماضي من التوجه إلى سوريا والتعلم فيها مجانا، ولكن هذا الخيار لم يعد موجودا، وبالتالي يتعين على العديد منهم التقدم للحصول على منح دراسية من أجل الاندماج في مؤسسات التعليم العالي الإسرائيلية.
وفق أقواله: "عليهم أن يعملوا جاهدين من أجل الالتحاق بالتعليم الأكاديمي، لهذا فإن الخدمة المدنية تشكل جسرا لهم للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وتساعدهم على الحصول على منح ومكافآت".