رئيس التحرير
عصام كامل

نضال مدفوع الثمن!


النضال الآن نوعان.. نوع عن قناعة لتحقيق مبادئ ويعد رسالة، ونوعًا آخر مدفوع الثمن يحقق المصالح ولا علاقة له بالمبادئ، إنما هو فقط يستخدم المبادئ لتغطية المصالح التي يستهدفها! والمثير أن هؤلاء المناضلين هم الأعلى صوتًا والأكثر نجومية والأشهر في المجتمع، لأنهم يستخدمون النضال أيضًا لتلميع أنفسهم!


ونحن لدينا الكثير من هؤلاء المناضلين -الذي نضالهم كله مدفوع الثمن، ومقدمًا- ولو نظرنا مليًا حولنا سوف نكتشف بسهولة هذا الصنف الرديء أو بالأصح الزائف من المناضلين.. منهم من اختار النضال من أجل الفقراء والمحرومين، ومنهم من وجد أن النضال من أجل حقوق الإنسان أربح أكثر، بينما وجد آخرون ضالتهم في النضال من أجل المواطنة والمساواة ومقاومة التمييز خاصة بين المسلمين والمسيحيين في المجتمع، وهناك من هو جاهز لدفع الثمن!

والثمن المدفوع لهؤلاء المناضلين المزيفين قد يكون عينيا وقد يكون أيضًا نقدًا.. لكنه في الأغلب يدفع مقدمًا لهم من قبل المانحين الذين يبغون أهدافًا أخرى غير مناصرة الفقراء والأخذ بأيديهم وإصلاح أحوالهم، ومناصرة المظلومين ومساعدتهم على الحصول على حقوقهم، وتحقيق المساواة في المجتمع بغض النظر عن اختلاف الجنس والدين والانتماء العرقى والاجتماعى والسياسي.. لذلك تجد من يناضل من هؤلاء من أجل الفقراء يدافع عن سياسات وقرارات وأعمال تلحق الأذى بهم.. وتجد من يناضل من هؤلاء من أجل حقوق الإنسان وهو لا يكترث بحق من حقوق الإنسان وهو حق الحياة، وبالتالي لا يهتم بأن يكون له موقف ضد الإرهاب والإرهابيين، بل ربما يكون مناصرا لهم أحيانًا لأن من يدفع لا يعنيه محاربة الإرهاب، وإنما لعله يشجعه للنيل منا.. وتجد أيضًا من يناضل من هؤلاء من أجل المواطنة والمساواة ولا يلتزم في سلوكه وتصرفاته بما يدعو إليه ويروجه.

إننا نتساءل أحيانًا لماذا لا ننجز الكثير في حصار الفقر ودعم الفقراء، وفى تحقيق المواطنة والمساواة، وأيضًا في حماية حقوق الإنسان.. والإجابة تتمثل في هؤلاء المناضلين المزيفين، أو هذا النضال المدفوع الثمن، فهو نضال غير حقيقي وغير جاد، وبالتالي ليس له تأثير إيجابى.. فهم يناضلون فقط من أجل مصالحهم ومصالح من يدفع لهم.
الجريدة الرسمية