رئيس التحرير
عصام كامل

مركز بحثى أوربى: 2013 عام الركود الاقتصادى بمنطقة اليورو

اليورو
اليورو

توقع مركز "ثينك تانك"، وهو أكبر المراكز البحثية فى أوربا، وموجود فى كل من بروكسل وبرلين ولندن، أن يكون عام 2013 عام الركود الاقتصادى والتذبذب السياسى بالنسبة لدول منطقة اليورو الـ 17 .

وقال المركز فى تقرير أصدره مع مطلع العام الجديد: إنه بالرغم من "الإنجازات" التى تحققت خلال العام المنصرم، وتضاؤل التهديدات التى كانت تخيم على منطقة اليورو خلال عام 2012، إلا أنه يتعين عدم الإسراف فى التفاؤل وإعلان النصر؛ لأن الأشهر القليلة المقبلة ستكون مليئة بالتحديات.
ورأى التقرير أن البنك المركزى الأوربى قد يواجه امتحانا صعبًا فى مدى قدرته على الوفاء بالتعهد الذى قطعه على نفسه بالتدخل فى الأسواق لإنقاذ العملة الأوربية الموحدة "اليورو"، فى إشارة إلى ما أبدته بعض الدول من معارضة، وعلى رأسها ألمانيا إزاء إعلان البنك المركزى استعداده شراء سندات الدول التى تعانى من ديون بدون حدود، حيث اعتبرت هذه الدول أن البنك لا يملك هذه الصلاحيات.
وأرجع التقرير أن تزيد المناقشات حول تعزيز التكامل فى منطقة اليورو من هوة الخلافات بين الدول الأعضاء، ما قد يفتح الباب على مصراعيه أمام توترات جديدة فى الأسواق المالية، ويزيد من حالة الغموض التى تكتنف العام الجديد، لا سيما وأن كل المؤشرات تؤكد أن الانتعاش المرتقب لن يحدث فى بداية العام، ما يعنى استمرار ارتفاع معدلات البطالة التى بلغت أعلى مستوياتها منذ إطلاق اليورو وبلغت 25% فى كل من اليونان وأسبانيا.
وفى سياق متصل أشار التقرير إلى أنه مع مطلع العام الجديد سوف يحتفل الاتحاد الأوربى بمرور أربعين عاما على انضمام بريطانيا للاتحاد، ومع ذلك تتزايد يوما بعد يوم هذه العلاقة تعقيدا نتيجة تزايد الضغوط الشعبية والحزبية المطالبة بانفصال بريطانيا عن التكتل الموحد.
وأكد التقرير أن برامج التقشف الصارمة وآثارها الكارثية على تقليص عدد الوظائف وعلى المعاشات والخدمات العامة قد تزيد من تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية، وهو ما ينبئ باندلاع المزيد من المظاهرات والاحتجاجات على غرار ما شهدته العديد من الدول الأوربية وعلى رأسها اليونان وأسبانيا والبرتغال خلال الأشهر الماضية.
وأشار التقرير إلى أن هذه العوامل وغيرها تعطى الانطباع بأن نفق الأزمة لا يزال طويلا أمام المجموعة الأوربية بالرغم من نجاحها خلال الأشهر القليلة قبل نهاية عام 2012 من تجاوز العديد من الصعوبات، ويستشهد على ذلك بما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش القمة الأوربية الأخيرة بأن بعض الإنجازات قد تحققت بالفعل، ولكن أشياء كثيرة لا تزال عالقة، خاصة وأن المستشارة الألمانية قد سبق وأن أعربت عن توقعاتها بأن تستغرق مدة معالجة أزمة اليورو خمس سنوات.
الجريدة الرسمية