«هتعمل إيه بفلوس الجايزة؟».. المتنافسون على «جائزة ساويرس الثقافية» يردون
بمشاعر شبيه بلحظات ترقب وانتظار نتيجة الثانوية العامة لتحديد مستقبلك، أو سماع موافقة حماك على زواجك من ابنته، يعيش المتنافسون على جائزة ساويرس للثقافة -فرع شباب الأدباء- في دورتها الـ13، يعيشون هذه اللحظات الأن، ولكن بإحساس مختلف مرتبط بما بذلوه من جهود طالت خلال الفترة الماضية، قبل أن يتقدموا للجائزة.
ومن المؤكد أن ساعات ما قبل الإعلان عن الفائزين غدا ستمر دهورا على أصحابها ما بين الحيرة والتوجس، وربما أيضا يعيش كل منهم الآن داخل حكايات عمله سواء رواية أو قصة قصيرة، وربما يسهر الليل بطوله يناجي أبطاله، ليخبروه إذا كان سيفوز بالجائزة أم لا؟
ولكن يبقى السؤال في النهاية وقبل إعلان الفائزين بجائزة ساويرس الثقافية لعام 2017، في الساعة الثامنة مساء غدا: «هتعمل إيه بفلوس الجايزة؟؟».
هشام البواردي.. هكمل مشروعى الكتابي
قال الراوئي الشاب هشام البواردي، صاحب رواية «الرجل النملة» والصادرة عن دار عين للنشر والتوزيع، إنه سيستثمر قيمة جائزة ساويرس المالية في أهم مشروعات حياته وهى الاستمرار في الكتابة، لافتا إلى أن هناك الكثير من مجالات الفن يود معرفتها وتجربتها، فلا أحدا يحصد المعرفة دون ثمن.
وأشار البورادي إلى أن روايته «الرجل النملة» استغرقت ثلاثة أشهر في كتابتها، بعد تخمر فكرتها في عقله، وأنه سعى إلى إضافة فكرة جديدة عن حكايات وتجارب «الغربة».
من ناحية أخرى، أكد البواردي أنه عاشق لكتابات الروسي أنطون تشيخوف، وذلك لما يتمتع به من بساطة وقدره على اجتزاء تفاصيل فنية من الواقع وسردها بشكل رائع بعد فهم فكرته وموضوعه جيدا، بالإضافة إلى الكولومبي جابرييل ماركيز، صاحب نوبل الأديب الكبير نجيب محفوظ، حمدى أبو جليل، والشاعر الراحل أسامة الدناصوري.
مينا هاني.. هسافر أشوف الدنيا
ورأى الروائي الشاب مينا هاني صاحب رواية «مقام غيابك» والصادرة عن دار روافد للنشر والتوزيع، أن القيمة الحقيقية للجائزة هي قيمتها الأدبية، مؤكدا على أن حصد الجوائز هام جدا للنص الأدبى وكاتب العمل نفسه، لأنه يسلط الضوء عليه أمام القراء، كما يعطى الكاتب شعورا بالثقة في النفس والاعتزاز والفخر بالإضافة إلى أنها تدفعه للاستمرار.
وأكد صاحب «مقام غيابك» أن الكتابة في مصر أمر صعب للغاية، وذلك لسببين؛ الأول: أننا أمة لا تقرأ، أما السبب الثانى: فالكاتب الآن لا يملك رفاهية الوقت التي كان يمتلكها كتاب الزمن الجميل، بسبب إيقاع الحياة السريع والتحديات والمتطلبات المعيشية التي يسعى لتوفيرها.
وأوضح أن الكاتب الذي لا يرتبط بـ«شلة» في الوسط الثقافى لا يعرفه أحد، ويتعب كثيرا، ولكن في النهاية إذا كان موهوبا سيتحقق، مشيرا إلى أن أدباء الأقاليم أكثر ممن يعانون من ذلك؛ لأنهم يعيشون بعيدا عن مركزية النشر سواء في القاهرة أو الإسكندرية، وبالتالي يسيطر عليهم الإحساس بالعزلة.
وأشار إلى السفر إلى حول العالم هو حلمه الأول، قائلا: "نفسي أشوف الدنيا"، مضيفا أن الحلم الأساسي لأي كاتب هو كسر الموروثات العقيمة ونبذ الكراهية، وهذا ما يفعله فعل الكتابة كمحاولة لكسر الإيقاع الممل الذي نعيش فيه.
مصطفى الشيمي.. هكمل «عفش البيت»
أما مصطفى الشيمى صاحب رواية «سورة الأفعى» الصادرة عن دار الربيع العربى للنشر والتوزيع، كان أكثر واقعية، قائلا إنه سيستغل قيمة الجائزة في الانتهاء من تجهيزات منزل الزوجية من أثاث وأجهزة كهربائية، مشيرا إلى أن زوجته تحملت معه الكثير، حيث تزوجا بمنزل العائلة، بعد استغلال سفر أحد أخويه إلى اليابان، ودخول الأخ الأخر إلى الجيش، وآن الأوان أن ينتقلا إلى منزلهم الخاص، خصوصا بعد مجيء ابنهم الأول.
وأشار صاحب «سورة الأفعى» إلى أنه يتأثر بكتابات بعينها وليس بكاتب معين، وعلى رأسهم رواية «العطر» للألمانى باتريك زوسكيند، وأعمال ماركيز، مضيفا أنه تأثر بشخصية نجيب محفوظ في قوة إرادته وانضباطه في الكتابة، فالكتابة عمل شاق ومرهق يحتاج إلى نظام يومى محدد، وليست وحي ننتظر مجيئه، متمنيا أن يكتب أعمالا تستحق أن تحظى بالاستمرارية والخلود.
أحمد شوقي.. هشتري «لاب توب» لأني مدمن «فيفا»
أما أحمد شوقى على صاحب رواية «حكايات الحسن والحزن» والصادرة عن دار الآداب للنشر والتوزيع، كان له طموح آخر، قائلا: "أنا راجل مدمن لعبة «فيفا» وهى ليست البلاي ستيشن"، مشيرا إلى أنه يلعب الـ«فيفا» عدد ساعات طويلة جدا في اليوم أكثر مما يعمل، وبسبب ذلك سيستغل قيمة الجائزة في شراء جهاز لاب توب جديد، يساعده على لعب الـ Games.
ولفت صاحب «حكايات الحسن والحزن» إلى أن زوجته تعبت كثيرا معه في إخراج الرواية بهذا الشكل، قائلا " هقسم الجائزة بالنص بينا بس بعد ما اشترى اللاب توب".
ورأى شوقي، أن أفضل تكريم للأديب هو الانتهاء من النص الذي بدأه، مضيفا، أن هذا ليس معناه أننى ضد الجوائز، ولكن الجوائز تنصف المبدع والعمل الذي يتناسب مع ذوق لجنة التحكيم وفقا لوجهات نظر المختلفة، مؤكدا على أن التشجيع على إطلاق أكثر من جائزة في مصر، سيفتح بابا أكبر لاكتشاف جيل أكبر من الموهوبين، وأشكال أدبية متنوعة، وسيعطي فرصة أكبر لتعدد لجان التحكيم ذات التوجهات المختلفة، مضيفا أنه لم يتخيل أن تصل روايته إلى القائمة القصيرة، بسبب طريقة كتابتها وبنائها المرهق لمن سيقرؤها.