رئيس التحرير
عصام كامل

الكيان الصهيوني يحول مدينة الخليل إلى بؤرة للفصل العنصري (صور)

فيتو

الخليل تعد مدينة من أعرق المدن الفلسطينية، تقع في الضفة الغربية إلى الجنوب من القدس بنحو 35 كيلو، أسسها الكنعانيون في العصر البرونزي المبكر، وتعد اليوم أكبر مدن الضفة الغربية من حيث عدد السكان والمساحة، لكن المدينة العريقة لم تسلم من الاحتلال الذي حولها إلى بؤرة للفصل العنصري.


وحسب التقارير الإسرائيلية فإن السياسة الإسرائيلية في الخليل أصبحت تتصدر مؤخرا النقاش العام في إسرائيل. يدعم اليمين الإسرائيلي توسيع الاستيطان اليهودي في المدينة، في المقابل، يدعو اليسار إلى وضع حد للتمييز ضد السكان الفلسطينيين.

المدينة شهدت في الآونة الأخيرة أحداث عنف تصدرتها قضية الجندي إلئور أزاريا"، عندما وصل فلسطينيان من الخليل إلى موقع للجيش الإسرائيلي وطعنا أحد الجنود، لهذا قتلهما الجنود رميا بالرصاص، أسفرت العملية عن مقتل أحدهما وإصابة آخر بجراح خطيرة. وبعد بضع دقائق، أطلق الجندي أزاريا النار على رأس الفلسطيني الجريح فأرداه قتيلا. وقد حكم على أزاريا، وأدين بتهمة القتل العمد والتصرف بشكل غير لائق، وحكم عليه بالسجن.

أدت أعمال أزريا، محاكمته، وإدانته، فضلا عن عقوبته التي ينفذها حاليا، إلى نقاش عام واسع النطاق في إسرائيل بشأن سلوك الجيش في الضفة الغربية، وتعليمات إطلاق النيران في حال وقوع هجمات فلسطينية. يرتكز الجدل العام في المجتمع الإسرائيلي على نقطتين متناقضتين - من جهة، عرْض أزاريا بصفته قاتلا وشجب سلوكه، ومن جهة أخرى، تقديمه بطلا إسرائيليًا، والمطالبة بإطلاق سراحه.


وفي يوليو الماضي، قامت 15 عائلة من دولة الاحتلال بانتهاك القانون واختراق منزل المكفيلة في الخليل، وهو منزل يقع بالقرب من مغارة المكفيلة المقدسة لدى المسلمين واليهود. وتسكن منذ عام 2012 في منزل المكفيلة عائلات يهودية ادعت أنها اشترت المنزل من أصحابه، إلا أنه تم إخلاؤه بأمر من وزير الدفاع آنذاك، إيهود باراك، ومنذ ذلك الحين فإن السكن فيه يتصدر النزاع القضائي الجماهيري.

وهناك حادثة أخرى أسهمت أيضًا في عودة الجدل حول الخليل إلى العناوين الرئيسية، وذلك بعد أن هاجم أحد سكان المستوطنة اليهودية في الخليل إحدى ناشطات اليسار الأمريكي، وقد وثق هذا الهجوم ببث مباشر على فيس بوك وأثار ضجة كبيرة.

معظم الجدل الدائر في إسرائيل يتعلق بالسياسة الإسرائيلية، فالحديث يجرى عن سياسة إسرائيلية تدعم الفصل العنصري الذي يضر بالأغلبية الفلسطينية والنسيج الدقيق وغير المتوازن من العلاقات في المدينة، إن الجدل عميق ومستعر، وربما لا يتوقع أن ينتهي في المستقبل المنظور.

وفي يوليو 2017، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" البلدة القديمة في مدينة الخليل والمسجد الإبراهيمي على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بوصفها منطقة تُعرف بقيمتها العالمية، وقد حصلت مدينة الخليل والمسجد الإبراهيمي على أغلبية أصوات الدول المشاركة في التصويت الذي جرى في مدينة كراكوف البولندية.
الجريدة الرسمية