إنه الإهمال!
من المؤكد أن كل من يسير على الطرق الجديدة يصاب بالدهشة من روعة ومثالية وجمال هذه الطرق ويقدم تحية اعتزاز وتقدير لكل من أسهم في إنشاء هذه الطرق التي اختصرت الجهد والوقت في السفر إلى جميع المحافظات.. ومن المؤكد أيضًا أن كل من يمر على الطرق القديمة، والتي تربط المحافظات ببعضها والمراكز ببعضها وداخل المدن يصاب بالدهشة والحيرة والغضب من فرط الإهمال الذي وصلت إليه هذه الطرق ويسأل نفسه في أسى هل لهذه الطرق أصحاب يسئولون عنها.. أم أنها سقطت من الحسابات؟ فقد غابت عنها الصيانة والاهتمام والإرشادات والإنارة حتى أصبحت أقرب إلى مقالب القمامة منها إلى الطرق التي من الممكن أن يسير عليها خلق الله.
قبل أيام زف إلينا الدكتور هشام عرفات، وزير النقل، خبرًا عن تراجع معدلات الحوادث في مصر بسبب الطرق الجديدة التي تم تنفيذها حسب المعايير الدولية وأن هذه الطرق أصبح يضرب بها المثل في معايير الطرق الحديثة.. ونحن لا نكذب وزير النقل فهو محق فيما ذكره وأكده.. ونحن أيضًا لا نقلل من قيمة ما تم إنجازه، ولكن الوزير نفسه لم يتحدث عن حالة التراجع التي وصلت إليها الطرق القديمة، وكيف أن معدلات حوادث الطرق ارتفعت عليها وأصبح يضرب بها المثل في عدد الضحايا؟ ليس في مصر وحدها، ولكن في جميع دول العالم وكأنه وزير النقل أصبح مسئولا عن الطرق الجديدة فقط، ولا يتحمل مسئولية التراجع التي وصلت اليها وتفريق "أسفلتها" بين المحافظات والهيئة العامة للطرق والكبارى.. فالجميع يتبرأ منها لا يريد أن يضع عليها برميل واحد من "البوتامين" لإعادة الروح إليها.. كل من يستخدم هذه الطرق ذهابًا وإيابًا يشعر بمعاناة شديدة من سوء حالة هذه الطرق، وأنها أصبحت مصيدة للسيارات، والأغرب من هذا أن جميع المسئولين يمرون عليها صباحًا ومساءً دون أن يفعلوا شيئًا.
إهمال هذه الطرق أكثر من هذا سيضاعف من ميزانية عودتها للحياة مرة أخرى في وقت تعانى فيه الدولة من تدبير موارد لكثير من القطاعات التي ترتبط بحياة المواطنين اليومية.. فهل تعمد وصول هذه الطرق لهذه الحالة من جانب البعض مقصود، أم أنه الإهمال الذي أصبح عنوانًا لنا في كل شيء؟!